الحلة

البريد الإلكتروني طباعة


(103)


6 ـ مدرسة الحلّة :


 في الوقت الذي كانت جامعة النجف تزدهر وتنجب جملة من العلماء الأفذاذ ، تأسّست للشيعة في الحلّة

الفيحاء جامعة كبيرة أُخرى كانت تحفل بكبار العلماء ، وتزدهر بالنشاط الفكري ، عقدت فيها ندوات البحث

والجدل ، وأُنشئت فيها المدارس والمكاتب ، وظهر في هذا الدور فقهاء كبار كان لهم الأثر الكبير في تطوير

الفقه الشيعي وأُصوله ، نأتي بأسماء بعضهم :

 1 ـ المحقّق الحلّي ، نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد ، من كبار فقهاء الشيعة ، يصفه تلميذه ابن داود

بقوله : الإمام العلاّمة ، واحد عصره ، كان ألسن أهل زمانه ، وأقواهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضاراً(1)

توفّي عام (676هـ ) . له من الكتب : «شرائع الإسلام» في جزأين ، وهو أثر خالد شرحه العلماء وعلّقوا

عليه . واختصره في كتاب أسماه «المختصر النافع» وشرحه أيضاً وأسماه «المعتبر في شرح المختصر» .

 2 ـ العلاّمة الحلّي ، جمال الدين حسن بن يوسف (648 ـ 726هـ ) تخرّج على يد خاله المحقّق الحلّي في

الفقه ، وعلى يد المحقّق الطوسي في الفلسفة والرياضيات ، وعرف بالنبوغ وهو بعد لم يتجاوز سنّ

المراهقة ، وقد بلغ الفقه الشيعي في عصره القمة ، وله موسوعات فيه أجلّها «تذكرة الفقهاء» ولعلّه لم يؤلّف

مثله .

 3 ـ فخر المحققّين ، محمّد بن الحسن بن يوسف (682ـ771هـ ) ولَد العلاّمة الحلّي ، تتلمذ على يد أبيه ،

ونشأ تحت رعايته وعنايته ،وألّف والده قسماً من كتبه بالتماس منه ، وقد تتلمذ عليه إمام الفقه الشهيد الأوّل

(734 ـ 786هـ ) .

 إلى غير ذلك من رجال الفكر كابن طاووس ، وابن ورّام ، وابن نما، وابن أبي الفوارس الحلّيِّين ، الذين

حفلت بهم مدرسة الحلّة ، ولهم على العلم وأهله أياد

____________
(1)  ابن داود ، الرجال : 62 / 304 ، القسم الأوّل .
________________________________________


(104)


 بيضاء ، لا يسعنا ذكر حياتهم .

 

المصدر : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الإسلامية : للشيخ جعفر السبحاني ص 103 ـ 104

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية