أحاديث النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله في الشّيعة والتشيّع

البريد الإلكتروني طباعة

أحاديث النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله في الشّيعة والتشيّع

وأمّا ما روي عن الرسّول صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله في التّعريف بالشيّعة والتشيّع والحثّ على اتّخاذ التشيّع للإمام علي عليه‌ السلام ومتابعته مسلكاً ومنهاجاً يسير على طريقه الإنسان المسلم في مختلف القضايا والشّؤون الدّينية والدّنيوية ، فقد بلغ من الكثرة حدّاً يمكن القول أنّه متواتر عند كلا الطّرفين الشّيعة والسنّة ، ولم ينفرد بروايته الشيعة وحدهم ، وسنقتصر على ذكر بعض ما رواه علماء السنّة في كتبهم المعتمدة ، وعن طريق رواتهم الموثوق بهم عندهم ومن ذلك :

روى السّيوطي في الدرّ المنثور ، عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا عند النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله فأقبل عليّ عليه‌ السلام فقال النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة » (1) ، فنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (2).

وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال : لما نزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (3) قال النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله لعلي : « هم أنت وشيعتك ».

وأخرج ابن مردويه عن علي عليه‌ السلام قال : « قال لي رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين » (4).

وروى ابن حجر في الصّواعق المحرقة : عن ابن عبّاس ، قال : لما أنزل الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله لعلي عليه‌ السلام : « هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين » (5).

وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : عن أمّ سلمة ( رضي الله عنها ) قالت : قال رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « علي وشيعته هم فائزون يوم القيامة » (6).

وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن ابن عبّاس قال : لما نزلت هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله لعلي : « أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين » (7).

ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة (8).

وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (9) عن جابر قال : كنّا عند النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله فأقبل عليّ عليه‌ السلام فقال صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « قد أتاكم أخي » ، ثمّ قال صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ».

وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ثلاثة وعشرين حديثاً منها : ما أخرجه باسناده إلى علي عليه‌ السلام قال : قال رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « يا علي ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَ?ئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض يدعون غرّاً محجّلين » (10).

وأخرج الدارقطني : « يا أبا الحسن أما إنّك وشيعتك في الجنّة » (11).

وفي غاية المرام عن المغازلي بسند عن أنس بن مالك ، قال رسول الله صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله : « يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ، ثمّ التفت إلى عليّ عليه‌ السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم » (12).

ولا يخفى أنّ عدد سبعين يستعمل في لغة العرب للمبالغة ويراد به الكثرة ، وقد ورد في القرآن الكريم في آية الاستغفار للمنافقين مضافاً إلى أنّ العدد لا مفهوم له كما قررّ في علم الأصول.

وان شئت المزيد من الوقوف على الرّوايات الواردة عن النبي صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله فراجع الكتب التالية :

كفاية الطالب للكنجي الشافعي (13).

المناقب للخوارزمي الحنفي (14).

ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر (15).

تفسير الطبري (16).

تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي (17).

فتح القدير للشوكاني (18).

روح المعاني للآلوسي (19).

وغيرها من كتب السنّة.

وهنا ينبغي أن ننبّه على أمر مهمّ وهو أنّ الرجوع إلى هذه المصادر لابدّ وان يكون إلى طبعاتها الاولى لا الأخيرة ؛ لأن الأيدي الامينة استطالت وأخذت تعبث بحذف الروايات الواردة في صالح الشّيعة في طبعاتها الأخيرة وهذه معضلة لا ندري ماذا نفعل بإزائها.

فإنّ البعض يعمد إلى الروايات التي يمكن للشيعة أن يحتجّ بها على ما تذهب إليه فيحذفها تحت شعارات التحقيق والضبط والتنقيح خلافاً للأمانة العلميّة وخروجاً على الموازين الشرعية والآداب والأخلاق الإسلاميّة ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

الهوامش

1. احقاق الحق وإزهاق الباطل : ج 7 ص 309 عن اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار.

2. غاية المرام للبحراني : ص 328 الطبعة القديمة ، باب 28 العقد الثاني.

3. كفاية الطالب للكنجي الشافعي : ص 353 مطبعة الغري ، النجف الأشرف 1351 هـ.

4. الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي : ج 6 ص 379.

5. سورة البيّنة ، الآية 7.

6. نور الأبصار ، للشبلنجي في مناقب آل بيت النبي : ص 80 ، الطبعة الأخيرة 1398 هـ دار المكتبة العلمية بيروت ـ لبنان.

7. الدرّ المنثور في التفسير المأثور لجلال الدين السيوطي : ج 6 ص 379.

8. الصواعق المحرقة لأحمد بن حجر الهيتمي المالكي : ص 161 ، الطبعة الثانية سنة 1385 هـ مكتبة القاهرة.

9. ينابيع المودة للشيخ سليمان ابن ابراهيم القندوزي الحنفي ، باب 56 ج 2 ص 4 ، الطبعة الأولى مؤسسة الأعلمي بيروت ـ لبنان.

10. نور الأبصار ، للشبلنجي : ص 87 الطبعة الاخيرة دار المكتبة العلمية ، بيروت ـ لبنان.

11. الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمّة لابن الصباغ المالكي : ص 123 مطبعة العدل في النجف ، منشورات الأعلمي ـ طهران.

12. فرائد السمطين للحمويني الشافعي : ص 156 ج 1 الطبعة الاولى ، مؤسسة المحمودي ، بيروت ـ لبنان.

13. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي : ج 2 ص 356 ، 366 ، الحديث 1125 طبعة 1392 هـ منشورات مؤسسة الاعلمي ، بيروت ـ لبنان.

14. المناقب للخوارزمي الحنفي ، تحقيق الشيخ المحمودي : ص 266 ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم ـ ايران.

15. ترجمة الامام علي بن أبي طالب لابن عساكر : ج 2 ص 442 ح 958 تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ، الطبعة الثانية 1400 هـ مؤسسة المحمودي للطباعة ، بيروت ـ لبنان.

16. تفسير الطبري لابي جعفر محمّد بن جرير الطبري : ج 12 ص 171 الطبعة الاولى ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان.

17. تذكرة الخواص لسبط ابن الحوزي الحنفي : ص 27. مؤسسة أهل البيت عليهم السلام بيروت ـ لبنان طبعة 1401 هـ.

18. فتح القدير لمحمّد بن علي بن محمّد الشوكاني : ج 5 ص 477 دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان.

19. روح المعاني لآلوسي : ج 30 ص 207 ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.

مقتبس من كتاب : [ الحقيقة المظلومة ] ، الصفحة : 11 ـ 17

 

التعليقات   

 
+6 -6 # حسين 2022-12-03 20:52
لو صدقنا هذه الاحاديث لشككنا في صحة النبوة والعياذ بالله فعل يعقل ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه والمسلمين ان علي رضي الله عنه وشيعته هم الحق وباقي الصحابة والمسلمين ليسوا كذلك هذا دليل على ان هذه الروايات مكذوبة ومدسوسة ومن المفرقات أيضا حديث السبعون الفل هذا يجعل ان غالبية الشيعة لن يدخلون الجنة إذا حصرنا شيعة علي رضي الله عنه بسبعين ألف فقط
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+9 # السيّد جعفر علم الهدى 2023-02-26 19:24
أوّلاً : هذه الأحاديث يرويها علماء أهل السنّة في كتبهم المعتبرة ، فلو كذبناهم في هذه الأحاديث يلزم منه تكذيب أعاظم علماء أهل السنّة ، أمثال السيوطي وابن حجر والطبري وسبط ابن الجوزي والخوارزمي الحنفي والحسكاني والشوكاني والآلوسي والدارقطني وأمثالهم من العلماء العظام الذين عليهم المعوّل.
ثانياً : قد يكون المراد من شيعة علي عليه السلام في هذه الأحاديث من يحب عليّاً ويواليه ، فيشمل المسلمين جميعاً ما عدا أعداء أهل البيت عليهم السلام.
ثالثاً : لعلّ المراد انّ القدر المتيقّن من الناس الذين يدخلون الجنّة هم علي وشيعته الذين يعتقدون بإمامته ، ولكن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه ، فيمكن لغير هؤلاء دخول الجنّة بسبب رحمة الله الواسعة وشفاعة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله ، كما انّ هذه الأحاديث لا تنافي دخول الأنبياء والرسل السابقين والمؤمنين من أممهم بل مطلق الموحّدين الذين كانوا يؤمنون بالله تعالى ولا يشركون به شيئاً لكن لم تصل إليهم دعوة الأنبياء.
رابعاً : هناك أحاديث كثيرة متفرّقة في الصحاح وغيرها من كتب أهل السنّة تدلّ على انّ الحقّ مع علي وعلي مع الحقّ ، وعلى انّ القرآن مع علي وعلي مع القرآن ، وانّ عليّاً باب مدينة علم النبي صلّى الله عليه وآله ، وان من عنده الكتاب هو علي عليه السلام ، إلى عشرات الروايات الأخرى ، فهل يمكن بأنّ هذه الروايات تدلّ على انّ غير علي عليه السلام من المسلمين على الحق ؟ أم لا بدّ ان نقول ملاك الحقّ هو اتّباع علي ونهجه والسير على خطاه ، وأنّ ملاك الباطل هو إظهار العداء لعلي عليه السلام ومخالفة نهجه وسيرته.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية