لماذا تختلف السنّة عن الشيعة في كيفيّة العبادات ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال : أنا سنّي قرأت بعض الكتب الشيعيّة واقتنعت بعدّة اُمور مثل الخلافة والتقيّة وغيرها ، ولكن أنا اتساءل : لماذا نختلف حتّى في كيفيّة العبادات ؟

أرجو أن توضّح لي لماذا مثلاً عند السنّة صلاة التراويح سنّة بينما عندكم بدعة ؟ أو اُمور أخرى يعتبرونها السنييّن بدعة وعندكم سنّة ؟

الجواب : إنّ اختلافات يسيرة في العبادات بين الإماميّة وأهل السُنّة موجودة إذا بحثت عن منشأها تجد الخلاف بين أتباع سُنّة النبي وسُنّة الصحابة ، فمن يتّبع سنّة النبي صلّى الله عليه وآله ، فهو شيعي إمامي ، ومن يتّبع سنّة الصحابة التي خالفت سنّة النبي صلّى الله عليه وآله ، فهو ممّن ينتمي إلى أهل التسنّن. فمثلاً صلاة التراويح التي أشرت إليها ، فإنّ أهل التسنّن وحتّى العالم الديني عند أهل التسنّن وهو الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يعترفون بأنّ النبي صلّى الله عليه وآله قد صلّاها في المسجد ، فلمّا أن ائتمّ به الناس ترك ذلك إعتراضاً عليهم وجعل يصلّيها في البيت ، فعمله هذا وهو عدم رضاه بأن تُصلّى في المسجد جماعة ليس عبارة عن عدم صلاتها مفردة ، فإنّه صلّى الله عليه وآله صلّاها مفرداً في البيت بل عدم رضاه في صلاتها جماعة كان واضحاً من عمل النبي صلّى الله عليه وآله ، وهكذا بقي الأمر تُصلّى فرادى في زمن الخليفة الأوّل وشطر من زمن الخليفة الثاني. ولكن بعد أن دخل الخليفة الثاني إلى المسجد ورأى الناس تصلّي الصلاة المستحبّة فرادى جمعهم على إمام واحد ، ثمّ قال : « هذه بدعة ونعمت البدعة ». وقد أقرّ بكلّ هذا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في تلفزيون المملكة العربيّة السعوديّة ، إلّا أنّه قال : « إنّ عمر بعمله هذا أعاد السنّة ».

أقول له : إذا كان النبي لم يرضَ بصلاتها جماعة وكان يصلّيها فرادى في البيت والمسلمون يصلّونها فرادى في المسجد ، ولكن عمر جمعهم على إمام واحد ، وقال : « أنّها بدعة ونعمت البدعة » ، فهل هذا هو إعادة للسنّة أو هذا بدعة ؟!!

والجواب هو إنّ صلاتها فرادى عليه مذهب الإماميّة في اتباعهم للنبي الأكرم ، فإنّه هو المشرّع عن الله تعالى. أمّا صلاتها جماعة فهو تبع للخليفة الثاني. فاختر ما ـنت تختار ،  تحاسب عليه غداً. فإنّ العبادات توقيفيّة وليس لأحد أن يعمل فيها برأيه ، أنّه شرع الله وليس اللعب بالألفاظ يغطّي الحقيقة. فإنّ عمل عمر هذا مخالفة لسنّة النبي وليس من شانه أن يعيد شيئاً لم يرض عنه الرسول صلّى الله عليه وآله.

وقد سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في تلفزيون المملكة في شهر رمضان سنة 1998 م عن عدد ركعات صلاة التراويح فقال : «  روت عائشة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه لم يصلّها أكثر من أحد عشر ركعة  ، ومعنى ذلك إنّها هي صلاة الليل المستحبّة التي تصلّى فرادى لا جماعة ». ولكنّه بعد ذلك قال : « ولكن الصحابة قسمٌ صلّاها ثمانية عشر وقسم صلّاها ثلاثة وعشرين ركعة وقسم صلّاها أكثر من ذلك ، فعلم أنّها رخصة ـ أيّ أنّ زيادة ركعاتها رخصة ـ ».

أقول : إذا كان النبي صلّى الله عليه وآله لم يصلِّ أكثر من أحد عشر ركعة ، فما حقّ الصحابة في الإضافة إليها فتُصلّى ثمانية عشر ركعة وتُصلّى ثلاثة وعشرين ركعة وتُصلّى أكثر من ذلك أو أقلّ ؟!!

أليست العبادات توقيفيّة تؤخذ من الشارع كما أمر بها بلا زيادة ولا نقصان ؟!! فمن تبع النبي في صلاتها فرادى أحد عشر ركعة فهو شيعي إمامي ، ومن صلّاها أكثر من ذلك أو أقلّ فهو قد تبع الصحابة عند مخالفتهم للرسول صلّى الله عليه وآله ، فهو من أهل التسنّن.

أعرفت لماذا يختلف الإماميّة عن غيرهم ، فلاحظ تعرف الحقّ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

التعليقات   

 
+7 -7 # ابو علوي 2017-01-23 07:53
لا يوجد سُنّة النبي وسُنّة الصحابة ..بل هي سنة واحدة .. فسنة الصحابة هي سنة محمد صلي الله عليه وسلم ...
وما كان الفاروق ليخالف أمر الحبيب المصطفي
وانا مستعد كل الاستعداد اناقشك واقيم عليك الحجه
فهل أنت مستعد
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -2 # السيد جعفر علم الهدى 2017-05-29 01:12
لقد خالف الفاروق رسول الله صلّى الله عليه وآله مراراً وكراراً ، واعترض على النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله ووصفه بما لا يليق به بل خالف القرآن الكريم ، وإليك بعض الناذج من كتب علماء أهل السنّة وصحاحهم :
1. روى الفريقان السنّة والشيعة عن عمر بن الخطاب : « متعتان كانتا على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنا اُحرّمهما واُعاقب عليهما : متعة النساء ومتعة الحج ».
وهذا بنفسه دليل على انّ المتعة كانت محلّلة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لكن عمر خالفه وحرّمه ، كما يصرح به الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري.
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي نضرة قال : كنت عند جابر بن عبدالله فاتاه آتٍ فقال : انّ ابن عبّاس وابن الزبير اختلفا في المتعتين ـ يعني الحجّ والنساء ـ ، فقال جابر فعلناهما مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ثمّ نهانا عنهما عمر. [ ورواه أحمد بن حنبل في المسند / المجلّد : 1 / الصفحة : 52 ، ابن ماجه في السنن / المجلّد : 2 / الصفحة : 992 ، أبو داوود في السنن / المجلّد : 1 / الصفحة : 550 ]. وقد روى البخاري بسنده عن عمران بن حصين قال : أنزلت آية المتعة ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآن يحرمها ولم ينه عنها حتّى مات ، قال رجل برأيه ما شاء ـ يعني بالرجل عمر ـ.
وروى مسلم بسنده عن عطاء قال : قدم جابر بن عبدالله معتمراً فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثمّ ذكروا المتعة ، فقال : نعم استمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر.
والأعجب روى أحمد بن حنبل في مسنده المجلّد : 3 / الصفحة : 95 بسنده عن عبدالرحمن بن نعيم قال : سأل رجل ابن عمر عن المتعة وأنا عنده عن متعة النساء ، فقال : والله ما كنّا على عهد رسول الله زانين ولا مسافحين ـ أيّ كنّا نستمتع ولم يكن ذلك حراماً ـ.
وروى أحمد بن حنبل بسنده عن جابر بن عبدالله قال : كنّا نتمتّع على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وأبي بكر وعمر حتّى نهانا عمر أخيراً ـ يعنى متعة النساء ـ. [ المسند / المجلّد : 3 / الصفحة : 304 ]
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده 7 / 217 ، بسنده عن مسلم القرشي قال : دخلنا على أسماء بنت أبي بكر فسألناها عن متعة النساء فقالت : فعلناها على عهد النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وقد صرح ابن عبّاس بانّ عبدالله بن الزبير تولّد من المتعة ، فقد تمتّع الزبير بأسماء بنت أبي بكر وولدت عبدالله بن الزبير.
روى الطحاوي بسنده عن سعيد بن جبير قال : سمعت عبدالله بن الزبير يخطب وهو يعرّض بابن عبّاس يعيب عليه قوله في المتعة ، فقال ابن عبّاس يسأل اُمّه ان كان صادقاً فسألها فقالت : صدق ابن عبّاس قد كان ذلك ، فقال ابن عبّاس : لو شئت لسمّيت رجالاً من قريش ولدوا فيها ـ أي في المتعة ـ. [ شرح معاني الآثار / المجلّد : 3 / الصفحة : 24 ]
2. خالف رسول الله في الطلاق الثلاث ، فان النبي كان يعده طلاقاً واحداً لكن عمر حكم بأنّه طلاق ثلاث مرّات.
روى مسلم بسنده عن ابن عبّاس ، قال : كان الطلاق على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : ان الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضينا عليهم فامضاه عليهم. [ صحيح مسلم / المجلّد : 4 / الصفحة : 183 / طبعة الآستانة ]
3. عمر بن الخطاب يفتى بترك الصلاة لمن لم يجد الماء.
روى مسلم بسنده عن عبدالرحمن بن اُبزي انّ رجلاً أتى عمر فقال : انّي أجنبت فلم أجد ماء فقال : لا تصل ، فقال عمّار : أما تذكر إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء اما أنت فلم تصلّ وأمّا أنا فتمعكت في التراب فصلّيت ، فقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : انّما كان يكفيك ان تضرب بيديك الأرض ثمّ تنفخ ثمّ تمسح بهما وجهك وكفّيك ، فقال عمر : اتّق الله يا عمّار ، قال ان شئت لم احدث به. [ صحيح مسلم / المجلّد : 1 / الصفحة : 193 ]
والعجيب انّه يخالف القرآن الكريم في ذلك ، قال الله تعالى : ( وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) [ النساء : 43 ].
4. مخالفته مع النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلّا وحي يوحى والنبي على فراش الموت وأراد ان يكتب للمسلمين ما لم يضلّوا بعده أبداً فخالف عمر ونسب إلى النبي ، الهجر والهذيان.
ففي صحيح البخاري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عبّاس انّه قال : لما اشتدّ بالنبي صلّى الله عليه وآله وجعه قال : ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده. قال عمر : ان النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا كتاب الله ... [ صحيح البخاري / المجلّد : 1 / الصفحة : 32 ـ 33 / كتاب العلم باب كتابة العلم ]
وروى أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن جابر ان النبي صلّى الله عليه وآله دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتّى رفضها أقول : كانت عبارة عمر مستهجنة جدّاً لكن البخاري ومن حذا حذوه عبّروا بقوله انّ النبي غلبه الوجع ، لكنّه في الحقيقة قال : « انّ الرجل ليهجر » ، ولا فرق بينهما في أصل الاسائة إلى مقام النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله ، فان غلبة الوجع يساوق الهذيان والنبي صلّى الله عليه وآله معصوم عنه.
والشاهد على ذلك رواية رواها مسلم في صحيحه لكن لم يصرح باسم عمر ، فقد روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس انّه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس. ثمّ جعل دموعه تسيل حتّى رأيت على خدّيه كأنّها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ايتوني بالكتف والدواة اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فقالوا : انّ رسول الله يهجر. [ صحيح مسلم / المجلّد : 3 / الصفحة : 1259 / كتاب الوصيّة ]
ومن الأحاديث السابقة يظهر ان القائل هو عمر.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+7 -8 # محمد 2014-01-26 02:08
هذا والله عين الخطا لان الصحابة لم يفعلوا الاماهو مشروع من النبي صلى الله عليه وسلم كما ان النبي عليه الصلاة والسلام زكى اصحابه ومدهم وامرنا با الاقتداء بهم ضمنيا وتصريحا من ذالك قوله صلى الله عليه وسلم (عليمك بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ....)
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+11 # السيّد جعفر علم الهدى 2015-03-16 10:30
كيف تقول انّ الصحابة لم يفعلوا إلا ما هو مشروع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أنّ عمر بن الخطاب يصرح بقوله : « متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) أنا اُحرّمهما واُعاقب عليهما ».
وهذا يدلّ بصراحة على أنّ عمر قد خالف سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك لمّا رأى صفوف الجماعة في نافله شهر رمضان قال بأعلى صوته : « بدعة ونعمت البدعة » وهذا يدلّ على أنّه خالف رسول الله ويعترف بأنّ الجماعة في صلاة النافلة بدعة.
وكيف تقول ذلك مع انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم على فراش الوفاة قال : « ايتوني بدواة وكتف اكتب لكم ما لا تضلوا بعدي أبداً ».
فقال بعض أصحابه : « انّ الرجل ليهجر » وقال عمر بن الخطاب : « انّ النبي غلبه الوجع » وهذا تعبير آخر عن انّ النبي يهجر ولا يعني ما يقول فهم خالفوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل خالفوا القرآن الكريم الذي يصرح بقوله : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) [ النجم : 3 ـ 4 ] ، كيف يكون الوحي هجراً.
وقد روى البخارى ومسلم وغيره في صحاحهم قول النبي (ص) : « انا فرط لكم على الحوض ولانازعن اقواماً فليذادنّ عنّي فأقول : يا ربّ أصحابي أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ». وفي بعض الأحاديث : « فأقول : سحقاً سحقاً ». نعم حمله بعض علماء أهل السنّة على المرتدّين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكن نقول هل هؤلاء المرتدّون كانوا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أم لم يكونوا ؟ فإذا لم يكونوا فلا ربط لهذا الحديث بهم لأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : « أصحابي أصحابي » ، وإذا كانوا من الصحابة ثمّ ارتدّوا فلا يمكن الحكم بقدسيّته مجرّد المصاحبة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولا يمكن القول بأنّهم لا يعلمون ما لا يكون مشروعاً من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، كيف وقد ارتدّ بعض الصحابة ولم يمنعه كونه صحابياً من اختيار الكفر فضلاً عن مخالفة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ انّ الآية صريحة في أنّ هناك منافقون مندسّون في صفوف الصحابة لا يعلمهم إلا الله تعالى قال : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) [ التوبة : 101 ].
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

الشيعة

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية