السؤال : أعاني من وسواس في الطهارة من الحدث وكذلك في الأغسال الواجبة ، أمّا الأغسال المستحبة والنوافل فلا.
في الصلاة أعاني من ضيقة في الصدر حين تكبير الإحرام والبسملة ، وكذلك ... أهتمّ كثيراً لمخارج الحروف خصوصاً الهاء والحاء ، وإذا سمعت صوت أحد بجانبي أتضايق وأحسّ بالضيق وبطلان الوضوء.
الجواب : أنت مصابة بالوسوسة في جميع أجزاء الصلاة وشرائطها ، ووظيفتك عدم الاعتناء بالشكّ ، وابنِ على صحّة العمل الذي تأتي به سواء كان في الغسل أو الوضوء أو في القراءة. وإذا شككت بل حتّى لو تيقّنت بخروج الريح فصلاتك صحيحة ومجزية.
وأحسن علاج لوسوسة الشيطان هو إتمام الصلاة ، والبناء صحّتها وعدم الإعتناء به ؛ فإنّه كما في الحديث الشريف : « خبيث معتاد لما عوّد ، فلا تطيعوه في نقض الصلاة ».
والفقهاء متّفقون على أنّ الوسواسي يجب أن لا يعتني بشكّه ، ويستمرّ في صلاته .
التعليقات
أقول : الاعتناء بالوسوسة قد يؤدى إلى الجنون وشبهه.
وهذا الحكم كما ذكرناه متّفق عليه بين جيمع المراجع العظام.
قال السيد الخوئي قدّس سرّه في كتاب الطهارة في شرح العروة الوثقى : « وقد نقل عن بعض المقلّدين انّه كان يتوضّأ وهو على سطح داره ـ فاعتقد انّ قطرة من ماء الوضوء قد طفرت من الأرض وصعد الهواء بها إلى ان وقعت على رقبته ، وصار هذا سبباً لزوال وسوسته حيث تنبّه انّه من الشيطان إذ كيف يطفر الماء من الأرض ويصعد إلى أن تقع على رقبته ؟ وعن بعض المتقدّمين انّه كان يعتقد نجاسته جميع المساجد الكائنه في النجف الأشرف من جهة انفعال الماء القليل بملاقاة الآلات والأدوات المستعمله في البناء ، وأعجب من الجميع ما حكى عن وسواس انّه كان يحلق لحيته مقدّمة لوصول الماء إلى بشرته لإعتقاد انّ اللحيته ولو خفيفها مانعة من وصول الماء إلى البشرة ، و من البديهى انّ الاخبار المستندة الى تلك الاعتقادات السخيفه الخياليّة ممّا لا مساغ للاعتماد عليه ».
وفي الحديث انّ الإكثار من ذكرالله تعالى يبعد الانسان عن الوسوسة خصوصاً « لا إله إلا الله » و « لا حول ولا قوة إلاّ بالله » و « يا غفور »
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة