مراتب معرفة ذات الله

البريد الإلكتروني طباعة
مراتب معرفة ذات الله
السؤال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هل يمكن لأحد أن يعرف سرّ ذات الله عز ّوجلّ؟ هل هذا أمر ممكن لأهل البيت (عليهم السلام) ؟ وما الفرق بين معرفتنا نحن بالله عزّوجلّ ومعرفة المعصوم؟

الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
لايمكن الوصول إلى كنه ذات الله تعالى ومعرفته حتّى للأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السّلام) ، وقد ورد عن الأئمة (عليهم السّلام) الاعتراف بعجزهم عن ذلك ، ففي دعاء الإمام السجاد (عليه السّلام) : « وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَريقاً اِلى مَعْرِفَتِكَ اِلاّ بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ » ( مناجاة العارفين  ، مفاتيح الجنان ) .
وفي دعاء المشلول عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ وَلا كَيْفَ هُوَ وَلا أين هُوَ وَلا حَيْثُ هُوَ اِلاّ هُوَ » (مفاتيح الجنان ).
وقال تعالى :{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } {طه/110}.
وقال عليّ (عليه السّلام) : « سبحان من إذا اتناهت العقول في وصفه كانت حائرة دون الوصول إليه ، وتبارك مَن اذا غرقت الفطن في تكيّفه لم يكن لها طريق إليه غير الدلالة عليه » .
وكفى قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } {الشورى/11} .
نعم يمكن معرفة الله تعالى من آثاره ، وآيات عظمته ، وحكمته وقدرته ، ومظاهر صفاته ، وأسمائه الحسنى ، وبما أنّ المعصومين (عليهم السّلام) أكثر علماً وإحاطة بآيات الله تعالى ومخلوقاته ، فمعرفتهم بالله تعالى أعظم وأكثر من غيرهم ، بل ورد عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قوله : « ولوكشف لي الغطاء ما ازدت يقيناً » .
وقد ورد عن رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) قوله لعليّ : « ياعليّ ماعرف الله إلّا أنا وأنت ، وماعرفني إلّا الله وأنت ، وماعرفك إلّا الله وأنا » .
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) حينما سئل هل رأيت ربّك ؟
قال : « وكيف أعبد ربّاً لم أره , لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان » .
ونحن ننصحك بقرأءة توحيد المفضّل لترى ماذكره الإمام الصادق (عليه السّلام) من الآيات والأدلّة والبراهين والحجج والآثار الدالّة على وجود الله تعالى ووحدانيته وقدرته وحكمته ولطيف صنعه ، ومن ذلك تعرف أنّ الأئمة كانوا في أعلى مراتب المعرفة الممكنة للبشر تجاه الخالق العظيم .
 

أضف تعليق

الإلهيات

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية