لماذا قال في القران الكريم : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) ، ولم يقل في صلاتهم ؟

طباعة

السؤال :

لماذا قال في القران الكريم : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [ الماعون : 5 ] ، ولم يقل في صلاتهم ؟

الجواب :

ليس المراد السهو في الصلاة بل المراد عدم الإهتمام بالصلاة بحيث يتركها رأساً في بعض الأحيان مثل من يؤخّر الصلاة عن أوّل الوقت استخفافاً بها ، ثمّ ينسى الإتيان بها بالمرّة أو في الوقت ، فيقال لهذا الشخص أنّه ساه عن الصلاة.

فالمراد ترك الصلاة من باب عدم الاهتمام بها ، وقد ورد في الحديث : « شفاعتنا لا تنال من استخفّ بصلاته ».

وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [ الماعون : 4 ـ 5 ] ، « قال عني به : تاركون ، لأنّ كلّ إنسان يسهو في الصلاة ».

قال أبو عبد الله عليه السلام : « تأخير الصلاة عن أوّل وقتها لغير عذر».

وفي الخصال فيما علّم أمير المؤمنين أصحابه من الأربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه ، قال : « ليس عمل احبّ إلى الله من الصلاة فلا يشغلكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا ، فإنّ الله عزّ وجلّ ذمّ أقواماً فقال : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) يعني انّهم غافلون استهانوا بأوقاتها».

وفي الكافي بسنده عن محمّد بن الفضيل قال سالت عبداً صالحاً ـ يعني الإمام الكاظم عليه السلام ـ عن قوله تعالى : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) ، « قال هو التضييع ».

وفي تفسير العيّاشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) ، أهي وسوسة الشيطان ؟

فقال : « لا ، كلّ أحد يصيبه هذا ، ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلّي أوّل وقتها ».

وعن زيد الشحام قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله : ( الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) ، قال : « هو الترك لها والتواني عنها ».