قطري بن الفجاءة

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج5 ، ص 470 ـ  471
________________________________________
(470)
2 ـ قطري بن الفجاءة (ت / 78):
أبو نعامة: قطري بن الفجاءة، واسمه جعونة، المازني الخارجي، خرج
________________________________________
(471)
في زمن مصعب بن الزبير لمّا ولي العراق نيابة عن أخيه: عبد الله بن الزبير، و كانت ولاية مصعب في سنة ست و ستين للهجرة، قيل: بقى قطري عشرين سنة يقاتِل و يسلم عليه بالخلافة و هو يستظهر عليهم. و لم يزل إلى أن توجّه إليه سفيان بن الأبرد الكلبي فظهر عليه و قتله في سنة ثمان و سبعين للهجرة.
و هو معدود في جملة الخطباء العرب المشهورين بالبلاغة و الفصاحة(1).
نقل الجاحظ خطبة واحدة منه، و التأمّل فيها يعرب أنّه كان منطيقاً ذلق اللسان، قال فيها: أمّا بعد فإنّي اُحذّركم الدنيا، فإنّها حلوة خضرة، حُفَّت بالشهوات، و راقت بالقليل، و تحبّبت بالعاجلة، و حُلِيتْ بالآمال، و تزيّنت بالغرور، لاتدوم حبرتها، ولا تؤمن فجعتها، غرّارة ضرّارة، خوَّانة غدّارة(2).
روي أنّ الحجاج قال لأخيه: لأقتلنّك، فقال: لم ذلك؟ قال: لخروج أخيك، قال فإنّ معي كتاب أمير المؤمنين (يريد عبد الملك) أن لا تأخذني بذنب أخي، قال: هاته، قال: فمعي ما هو أوكد منه، قال: ما هو؟ قال: كتاب الله عزّوجل يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(3) فعجب منه و خلّى سبيله(4).
و ترجمه خير الدين الزركلي في الأعلام(5) و يظهر فيما نقله من تاريخ الطبري أنّه توفّي سنة 77 هـ. و الله العالم.
________________________________________
1. ابن خلكان: و فيات الأعيان 4 / 94 ـ 95.
2. الجاحظ: البيان والتبيين 2 / 112.
3. الأنعام: 164.
4. ابن خلكان: وفيات الأعيان 4 / 94 ـ 95.
5. الاعلام: 5 / 200.
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية