الضحّاك بن قيس

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج5 ، ص 475 ـ  476
________________________________________
(475)
5 ـ الضحّاك بن قيس:
الضحاك بن قيس مذكور في التاريخ بما أنّه قائد عسكري قد دوّخ الدولة الأموية في عصره، ولم يوصف بشيء من العلم والشعر والأدب سوى القيادة، و قد نقل ابن الأثير حروبه مع الأمويين و إليك خلاصة ما ذكره في تاريخه على نحو يوقفه على ترجمة الرجل على نحو الاجمال:
أرسل مروان بن محمد ـ آخر الخلفاء الأمويين ـ جيشاً لحرب الضحاك سنة سبع و عشرين و مائة، فالتقوا بالنخيلة فاقتتلوا قتالاً شديداً و انتصر الضحاك عليهم، و دخل ضحاك الكوفة مستولياً عليها(1).
ثم سار الضحاك من الكوفة إلى واسط يريد حرب فلول المنهزمين، و كانوا قد استعدّوا لحربه، فتحاربوا شعبان و شهر رمضان و شوال و القتال بينهم متواصل.
ثمّ اصطلحوا و ذهب الضحاك إلى الكوفة(2)، و كاتب أهل الموصل ليقدم عليهم ليمكّنوه منها فسار بجماعة من جنوده بعد عشرين شهراً حتى انتهى إليها ففتح أهل البلد، فدخلها الضحاك و قتل الوالي عليها من قبل مروان و عدّة يسيرة كانوا معه و ذلك بعد أن حاربوه.
و بلغ مروان خبره و هو محاصر حمص، مشتغل بقتال أهلها، فكتب إلى ابنه عبد الله و هو خليفته في الجزيرة، يأمره أن يسير إلى نصيبين في من معه يمنع الضحاك من توسّط الجزيرة، فسار إليها في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف، و سار الضحّاك و معه ما يزيد على مائة ألف. و وجّه قائدين من قواده إلى السرقة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف، فقاتله بها، فوجّه إليهم مروان من أبعدهم عن
________________________________________
1. ابن الاثير: الكامل 5 / 332 ـ 336.
2. ابن الاثير: الكامل 5 / 349.

________________________________________
(476)
السرقة.
و سار مروان إلى الضحاك فالتقوا بنواحي كفر قوتا من اعمال ماردين فقاتله يومه أجمع، فلمّا كان عند المساء ترجّل الضحاك و معه من ذوي الثبات والبصائر نحو من ستّة آلاف، ولم يعلم أكثر أهل عسكره بما كان، فأحدقت بهم خيول مروان و ألحوا عليهم في القتال حتى قتلوهم عند العتمة.
و انصرف من بقي من أصحاب الضحاك عند العتمة إلى معسكرهم و لم يعلموا بقتل الضحاك و لم يعلم به مروان يضاً، و جاء بعض من عاينه من أصحابه فبكوا وناحوا عليه، و جاء قائد من قواده إلى مروان فأخبره بقتله فأرسل معه النيران و الشمع، فطافوا عليه فوجدوه قتيلاً و في وجهه و رأسه أكثر من عشرين ضربة فكّبروا فعرف عسكر الضحاك انّهم قد علموا بقتله.
و بعث مروان رأسه إلى مدائن الجزيرة فطيف به فيها(1).
________________________________________
1. ابن الاثير: الكامل 5 / 349.
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية