ما هو النّفخ في الصُّور ؟

البريد الإلكتروني طباعة

س) : ما هو النّفخ في الصُّور ؟

ج) : الصُّورمن الاُمور الغيبية الّتي لا تدركها عقولنا ، ولم نجد رواية تصوّره تصويراً واضحاً ، وإن وردت بعض الأحاديث الّتي فيها بعض الأوصاف العجيبة والغريبة ولعلّها من وضع الوضّاعين وتأليف القصّاصين ، لكنّ القدر المتيقّن والمتّفق عليه أنّ الله تعالى يأمر مَلَك الموت أو ميكائيل أو أحد الملائكة وهو مكلّف بالنّفخ في الصُّور بأن ينفخ ، وهو نفخان ، النَّفخ الأول هو الَّذي يصعق له من في السّماوات والأرض ويموت على أثره الخلائق أجمعون إلا من شاء الله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللهُ ) (١) ، وتنعدم الحياة الدُّنيا ، وتضطرب الشَّمس والقمر والكواكب والنُّجوم ، وتتهاوىٰ ويصطدم بعضها ببعض ويكون حينئذ زوالها وانقراضها ، وهي مقدّمة لقيام السّاعة وتحقيق القيامة وقد صور القرآن الكريم هذه الأحداث في الآيات وسور عديدة سيّما في السُّور القصار إليك نماذج منها : ( الْقَارِعَةُ. مَا الْقَارِعَةُ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ. يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ) (٢) ، ( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ. وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ. وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) (٣) ، ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ. وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ. وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ. وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ) (٤) ، ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ. وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ. وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ. وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ. وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ. وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ. وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ. وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ. وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ. وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ. وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) (5). ثم ينفخ نفخة ثانية فيقوم الأموات وإلى ربّهم يُحشرون ويُنشَرونَ وإلى ساحة القيامة يحضرون ، وهم يحملون أوزارهم على أكتافهم وأكفانَهم وهم في حيرة وخوف وهَلَعٍ من أمرهم إلاّ الّذين محّضُوا الإيمان ، ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ. وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ) (6) ، ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) (7).


الهوامش

1. سورة الزمر : ٦٨.

2. سورة القارعة : ١ ـ ٥.

3. سورة الانشقاق : ١ ـ ٥.

4. سورة الانفطار : ١ ـ ٤.

5. سورة التكوير : ١ ـ ١٣.

6. سورة الزمر : ٦٨ ـ ٧١.

7. سورة الزمر : ٧٣ ـ ٧٤.

 

مقتبس من كتاب كيف نفهم الرّسالة العملية الجزء الأول

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية