العلم المطلق والتعرف على الأجزاء المندثرة

البريد الإلكتروني طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 190 ـ 191

(190)

جواب الشبهة الثانية : العلم المطلق والتعرف على الأجزاء المندثرة


إنّ هذه الشبهة وسابقتها ، لهما منشأ واحد هو عدم التعرف على الله
سبحانه ، صفاته وأفعاله ، وهنا يقولون إنّ الأجزاء المتلاشية المبعثرة في أكناف
________________________________________


(191)

الأرض لا يمكن التعرف عليها ليعاد جمع أجزاء كل إنسان .
والجواب:  عنه واضح بعد التعرف على علمه الوسيع ، سبحانه ، وأنّ
الممكنات بعامة أجزائها حاضرة لديه غير غائبة عنه.
يقول سبحانه : بعد نقل شبهتهم : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ
بَعِيدٌ} .
{ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} (1).  فالتركيز في
الجواب على علمه سبحانه بما تنقص الأرض منهم ، وأنّ عنده كتاباً حفيظاً لكلّ
شي ، يعرب عن أنّ شبهتهم كانت ترجع إلى عدم إمكان التعرف على الأجزاء
البالية ، حتى يعاد جمعها.
و نظير ذلك قوله سبحانه : { مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (2). فالتركيز على كونه سميعاً وبصيراً يعرب عن أنّ المقصود
من صدر الآية هو نقل شبهتهم الراجعة إلى علمه سبحانه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة ق : الآية 4.
(2) - سورة لقمان : الآية 28.



 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية