هل المعاد إعادة للمعدوم؟

البريد الإلكتروني طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 389 ـ 390

 

(389)



اسئلة المعاد
(3)


هل المعاد إعادة للمعدوم؟


إذا كان الموت إفناء للإنسان أو لبعضه ، فكيف يمكن إعادة ما بطل
وانعدم؟ فإنّه لا يكون إلا خلقاً جديداً ، لا إعادة له ، خصوصاً إذا لم يكن بين المبتدأ
والمعاد رابطة وصلة.
والجواب :
إنّ هذا السؤال نابع ممّا يزعمه السذج من الناس من أنّ الموت
اعدام لجثة الإنسان وبدنه ، نظير إحراق الحطب ، فإنّ قسماً منه يتبدل إلى الدخان
وينعدم ، ولا يبقى منه إلا شيء ضئيل نسمّيه بالرماد ، فلو كان الموت بهذا المعنى ،
فيكون المعاد إعادة للإنسان المعدوم.
ولكن قانون بقاء المادة ، يبطل هذا الزعم ؛ فإنّه ينص على أنّ المادة لا
تنعدم ، بل تتحول من صورة إلى صورة أُخرى (1) .
وعلى ضوء هذا ، فالتفاعلات الحاصلة في المادة الحيّة ، أو غير الحية ، لا
تنقص من وزن المادة شيئاً ، فالعالم من حيث الوزن ثابت ، وإنّما الاختلاف في
الصور والانواع ، وهذا القانون دعم دعوة الأنبياء بأنّ البشر خلقوا للبقاء ، لا
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - وهو قانون لا فوازييه (1743 ـ 1794م ).
________________________________________


(390)

للفناء ، كما دفع توهم كون الموت إعدام لقسم من مادة البشر ، وأثبت أنّ هناك
مادة واحدة ثابتة في مهب التفاعلات الفيزيائية والكيميائية والحيوية ، وإنّما التغير
في الصورة الطارئة عليها .
نعم ، سبقه علماء الإسلام في تأسيس هذا الأصل لكن بصورة أوسع ،
وهو أنّ الوجود لا يتطرق إليه العدم.

 

 

 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية