بابٌ في الاستدلال بحديث غدير خم على خلافة علي ( ع ) بعد النبي ( ص ) بلا فصل

البريد الإلكتروني طباعة

بابٌ

في الاستدلال بحديث غدير خم على خلافة علي ( ع ) بعد النبي ( ص ) بلا فصل

( أقول ) إن حديث الغدير ـ الذي قد ذكرنا جملة من طرقه في باب قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لعلي عليه ‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ـ هو من أقوى أدلة الشيعة وأظهرها على خلافة علي عليه‌ السلام وامامته من بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بلا فصل ، والاستدلال به يحتاج إلى ذكر أمرين السند والدلالة .

( أما السند ) فهو في أعلى مرتبة الصحة والقوة ، فإنه حديث متواتر قد رواه أعاظم الصحابة وأجلاؤهم ، منهم علي عليه ‌السلام وعمار وعمر وسعد وطلحة وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو أيوب وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك وحذيفة بن أسيد وجابر بن عبد الله وجابر ابن سمرة وابن عباس وابن عمر وعامر بن ليلي وحبشي بن جنادة وجرير البجلي وقيس بن ثابت وسهل بن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبيد الله بن ثابت الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري وأبو فضالة الأنصاري وعبيد بن عازب الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري وحبيب بن بديل وهاشم بن عتبة وحبة بن جوين ويعلى بن مرة ويزيد بن شراحيل الأنصاري وناجية بن عمرو الخزاعي وعامر بن عمير وأيمن بن نابل وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد رب وعبد الرحمن بن مدلج وأبو قدامة الأنصاري وأبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن ، وأبو عمرة بن محصن ومالك بن الحويرث وعمارة وعمرو ذي مر وغيرهم خلق كثير ممن روى حديث الغدير ، ولم أظفر على العجالة على أسمائهم وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ( ج 7 ص 337 ) اسامي جملة من الصحابة ممن روى حديث الغدير ( ثم قال في ص 329 ) وقد جمع ابن جرير الطبري حديث الموالاة في مؤلف فيه اضعاف من ذكر وصححه ( ثم قال ) واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر ( وقال ) في فتح الباري ج 8 ص 76 وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد اخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من اسانيدها صحاح وحسان .

( انتهى ) ، وذكر القندوزي في ينابيعه في الباب الرابع ( قال ) وفي المناقب أخرج محمد بن جرير الطبري ـ صاحب التاريخ ـ خبر غدير خم من خمسة وسبعين طريقاً وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية ، ثم قال أيضاً : أخرج خبر غدير خم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وأفرد له كتاباً وسماه الموالاة وطرقه من مائة وخمسة طرق ، ثم قال : وحكى العلامة علي بن موسى ابن علي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين ـ أستاذ أبي حامد الغزالي ـ يتعجب ويقول : رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوباً عليه المجلدة الثامنة والعشرون ، من طرق قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم . من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون ( انتهى ) هذا كله سند الحديث . ( وأما الدلالة ) فهي أيضاً في أعلى مرتبة الظهور بعد ملاحظة القرائن المحفوفة به الحالية والمقالية ، وتوضيحه : إن للفظ المولى في اللغة معانٍ متعددة كالمالك والعبد والمعتق والعتيق والمحب والجار والحليف والعصبة ومنه قوله تعالى : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي ) . قيل : سموا بذلك لأنهم يلونه في النسب من الولي وهو القرب ، ومن معانيه أيضاً الناصر ، قيل : ومنه قوله تعالى : ( ذَٰلِكَ بِان الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ) والصديق قيل : ومنه قوله تعالى : ( يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا ) ، أي صديق عن صديق ، قيل : والوارث ، ومنه قوله تعالى : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) أي ورثة ، إلى غير ذلك ، ومن أكمل معانيه وأتمها بل ومن أشهرها وأظهرها هو الأولى بالإِنسان من نفسه ، فالمولى بهذا المعنى يطلق على كل عال ذي مقام شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فتقول له : أنت مولاي أي أولى بي من نفسي ، بل وبهذا المعنى يطلق أيضاً على مالك الرقبة فإنه أولى بعبده من نفسه ، إذ هو المتصرف في أموره وشؤونه والعبد كلّ عليه لا يقدر على شيء ، ومن هنا صح أن يقال : إن مالك الرقبة ليس معنى آخر مستقلاً للفظ المولى في قبال الأولى بالإِنسان من نفسه بل هو من مصاديقه وأفراده والجامع بينهما كما أشرنا هو كل عالٍ ذي مقام منيع شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فكل من كان كذلك فهو بالنسبة إلى من دونه مولاه أي أولى به من نفسه ، سواء كان ذلك ممن يملك رقبته بحيث إن شاء باعه كما في موالي العبيد أم لا .

[ وبالجملة ] إن المولى الواقع في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ليس المراد منه إلا الأولى بهم من أنفسهم الذي هو عبارة أخرى عن الإِمام والأمير وذلك بشهادة قرائن قطعية .

( منها ) قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فبعدما قال أصحابه : بلى قال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه فتفريعه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قول : من كنت مولاه على قوله : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم دليل واضح على كون المولى هنا بمعنى الأولى بهم من أنفسهم وإلا لكان قوله : ألست أولى لغواً جداً ، هذا مع أن في كثير من طرق الحديث التفريع بالفاء صريحاً مثل قوله : فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ، وهذا أظهر وأصرح في التفريع كما لا يخفى .

( ومنها ) قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بعض طرقه ـ كما تقدم ـ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً عليه ‌السلام ـ فجعل صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كلمة أولى بهم من أنفسهم بياناً لقوله : وأنا مولى المؤمنين ومفسراً لمعناه ، فهذا أيضاً دليل واضح على كون المراد من مولى هنا هو أولى بهم من أنفسهم .

( ومنها ) تصريحه في بعض طرقه بلفظ أولى به من نفسه ـ كما تقدم ـ في حديث كنز العمال والهيثمي الذي كان أوله إني لا أجد لنبي ( إلى ان قال ) ثم اخذ بيد علي عليه ‌السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعليَّ وليه فإن ذلك أيضاً دليل واضح على أن المراد من المولى في بقية طرق الحديث هو الأولى به من نفسه ، فإن الأخبار يفسر بعضها بعضاً .

( ومنها ) قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بعض طرقه الممزوج بحديث الثقلين : إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، أو إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله وإني يوشك أن ادعى فأُجيب أو إني قد يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ، فإن هذا كله من أقوى الأدلة على أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم يكن إلا في مقام الوصية والاستخلاف وتعيين الامام من بعده كي يأثم به الناس ويهتدوا بهداه ويقفوا أثره ولا يتركهم سدى أتباع كل ناعق ، لا بصدد بيان أن من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك من المعاني فعليّ محبه أو ناصره فإن إرادة مثل هذه المعاني مما لا يحتاج إلى ذكر قرب موته ودنو أجله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنه يوشك أن يدعى فيجيب وغير ذلك .

( ومنها ) إن فعل النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومجموع ما صدر منه في ذلك اليوم ـ أي يوم غدير خم ، مع قطع النظر عن كل قرينة لفظية ـ هو من أقوى دليل وأعظم شاهد على أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان بصدد نصب الإِمام والخليفة من بعده وأن المراد من المولى هو الأولى بهم من أنفسهم لا بمعنى آخر ، وتوضيحه إنا إذا تأملنا نزوله في ذلك الموضع بعد منصرفه من آخر حجة له في يوم ما أتى عليه ولا على أصحابه أشد حراً منه ـ كما سبق في بعض روايات الحاكم عن زيد بن أرقم ـ ووقوفه للناس حتى رد من سبقه ولحقه من تخلف ـ كما سبق في بعض روايات النسائي عن سعد ـ حتى اجتمع اليه الناس جميعاً ، وأمر بدوحات عظام فكنس تحتهن ، ورش وظلل له بثوب ـ كما في أغلب روايات زيد ـ ثم عمم علياً عليه ‌السلام بما يعتم به الملائكة ـ كما مر عليك آنفاً أخباره في باب مستقل ـ ثم أخذ بيد علي عليه ‌السلام ـ بعدما خطب الناس ونبههم بقرب موته ودنو أجله ـ حتى رفع علياً عليه ‌السلام ونظر الراوي إلى آباطهما ـ كما سبق في بعض روايات ابن حجر في الأصابة عن حبة بن جوين ـ ثم نزل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية ، بل ونزل قبله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) ـ كما عرفتهما في بابهما آنفاً ـ لرأينا أن ذلك كله ليس إلا وصية واستخلافاً من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنه كان بصدد تعيين الإِمام من بعده وتفهيم الناس أن المقتدى لهم علي عليه ‌السلام لا أن من كنت محبه أو ناصره فعليٌ محبه وناصره .

( ومما ) يؤكد ذلك أيضاً قول أبي بكر وعمر لعلي عليه ‌السلام ـ بعدما سمعا قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، أو قول عمر : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، أو هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ـ فإن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لو لم يكن قد انشأ وأوجد بفعله وقوله ذلك لعلي عليه ‌السلام منصباً جديداً لم يكن ثابتاً له من قبل لما قالا له أمسيت ـ أو أصبحت ـ مولى كل مؤمن ومؤمنة ونحو ذلك ، فإن مثل هذا التعبير لا يقال إلا عند حصول منصب جديد حادث ، وإلا فعلي عليه ‌السلام كان محباً لمن كان النبي « ص » محباً له ، أو ناصراً لمن كان النبي « ص » ناصراً له من قبل هذا ، وهذا كله واضح لا يحتاج الى مزيد بيان ، ( كما ) إن انكار الحارث بن النعمان الفهري على النبي « ص » بقوله : « إنك أمرتنا بكذا وكذا فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا » ، ايضاً مما يؤكد ان النبي « ص » قد استخلف علياً بفعله وقوله ذلك ، وعيّنه إماماً للناس من بعده فضاق بذلك صدق الحارث بن النعمان فأعترض على النبي « ص » فأجابه « ص » بأنه من الله ، فلم ير الحارث بداً إلا ان يدعو على نفسه فدعا ونزل العذاب عليه حتى اهلكه الله ، فلو كان مقصود النبي « ص » هو تبليغ الناس ان من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك فعلي كذلك لم يكن الأمر ذا أهمية بهذه المثابة حتى يضيق صدر الحارث بذلك ويدعو على نفسه ويهلكه الله .

وقد أورد علماء السنة على الاستدلال بحديث الغدير لخلافة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بلا فصل بأمور ضعيفة .

( منها ) إن احداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعنى أفعل أي المولى بمعنى الأولى ، ؛ ( والجواب عنه ) : كأنهم لم يسمعوا ما قاله المفسرون في قوله تعالى في سورة الحديد : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) من السنة والشيعة كالكشاف والجلالين والبيضاوي وأبي السعود والطبري والتبيان وغيرهم فأنهم قد ذكروا تفسيره بالأولى ، أي هي أولى بكم ، ويقول الأخطل في عبد الملك ابن مروان مادحاً له :

فما وجدت فيها قريش لأمرها

 

أعف وأوفى من أبيك وأمجدا

وأورى بزنديه ولو كان غيره

 

غداة اختلاف الناس ألوى وأصلدا

فأصبحت مولاها من الناس كلهم

 

وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا

فخاطبه بلفظ مولى ـ وهو خليفة مطاع الأمر ـ من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله ، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ، ولا ميل له إلى مذهب الاسلام ، بل هو من المبرزين في علم اللغة وكذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى الذي هو مقدم في علم العربية غير مطعون عليه في معرفتها قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف بالمجاز ( ج 2 ص 254 ) في تفسير الآية المذكورة ما لفظه : ( هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أولى بكم ، واستشهد بقول لبيد ، في معلقته المشهورة :

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

 

مولى المخافة خلفها وأمامها

معناه أولى بالمخافة ، يريد أن هذه المطية تحيرت فلم تدر أخلفها أم أمامها وليس أبو عبيدة معمر بن المثنى المذكور متهماً في التقصير في علم اللغة ولا مظنوناً به الميل الى امير المؤمنين علي عليه ‌السلام بل هو معدود من الخوارج ويقول ابن قتيبة الدينوري في غريب القرآن ومشكله ( ج 2 ص 164 ) ما نصه :

( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) أي هي أولى بكم ، ثم استشهد بقول لبيد المذكور ، وجاء في شرح معلقة لبيد للزوزني ( ص 106 ) ط . بيروت سنة 1377 هـ . سنة 1958 م في شرح هذا البيت ما نصه حرفياً .

قال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعنى الاولى بالشيء كقوله تعالى :

( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ) اي اولى بكم .

وكذلك جاء في البخاري تفسير ( هي مولاكم ) أولى بكم كما ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري ( ج 8 ص 482 ) وقال : وكذا قال أبو عبيدة : وفي بعض نسخ البخاري ( هو أولى بكم ) وكذا هو كلام أبي عبيدة أيضاً .

وكذلك يروي عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام مولى ، قال : إن المولى الولي ، والمولى الأول بالشيء ؛ واستشهد على ذلك بالآية المذكورة وببيت لبيد أيضاً :

كانوا موالي حق يطلبون به

 

فأدركوه وما ملوا ولا تعبوا

وقد ذكر الفخر الرازي عن الكلبي والزجاج والفراء وأبي عبيدة أنهم أيضاً فسروا الآية بالأولى ، مضافاً الى انه لو لم يكن هناك آية ولا رواية ولا لغوي قد صرح بأن المولى قد جاء بمعنى الأولى سوى قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ، أو قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌ مولاه ؛ لكفى ذلك دليلاً على مجيء المولى بمعنى الأولى فإن المراد فيهما ليس ذلك بقرينة قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى ، وقوله : أولى بهم .

( ومنها ) إن المولى لو كان بمعنى الأولى لجاز استعمال كل منهما مكان الآخر فكان يصح قول القائل : هذا مولى يزيد بدل قوله : أولى يزيد ، أو أولى زيد بدل قوله : مولى زيد ، ومن المعلوم عدم صحة ذلك ( والجواب عنه ) إن المراد من كون المولى بمعنى الأولى هو كونه بمعنى الأولى به بانضمام حرف الجر ، ومن المعلوم جواز استعمال كل منهما مكان الآخر فتقول : هذا مولى زيد أي أولى بزيد ، أو نقول : هذا أولى بزيد أي مولى زيد ، نعم كلمة الأولى به تارة تستعمل ويراد منها الأولى به من نفسه كما تقدم في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخرى تستعمل ويراد منها الأولى به من غيره ، كما في قوله تعالى : ( أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) أي أحق الناس وأحراهم به للذين اتبعوه ، أو في قوله أولى الناس بالميت أولاهم بميراثه ، أي أحقهم وأحراهم به أحقهم وأحراهم بميراثه ، ففي الأول يعتبر العلو والمقام الشامخ ، وفي الثاني لا يعتبر ذلك بل يطلق على المساوي والأدنى أيضاً .

( ومنها ) أنه لو حملنا المولى في قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : من كنت مولاه فعليٌ مولاه على الأولى بهم من أنفسهم ولم نحمله على الناصر أو المحب أو نحو ذلك فيستلزم ذلك المفسدة العظيمة والوصمة الفظيعة والثلمة المتفاقمة في جل أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من المهاجرين والأنصار ( والجواب عنه ) إن خطأ الأصحاب جلهم في أمر مخصوص ليس أمراً غير معقول . ، ودعوى إجماع الأمة على بيعة أبي بكر وأنه قال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن امتي لا تجتمع على الخطأ ممنوعة صغرى وكبرى ، أما الصغرى فلعدم تحقق الإِجماع كما ستعرف في الجملة من كلام ابن قتيبة ، وتفصيله موكول إلى مراجعة التواريخ المفصلة ، وأما الكبرى فلأنه ليس هو حديثاً متسالماً عليه عند الفريقين جميعاً أي السنة والشيعة كي يصح الاستدلال به عند المناظرة ، بل هو حديث موضوع قد وضعه الواضع لتصحيح ما ارتكبه جل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقد وقع في أمة موسى عليه السلام في زمان حياته قبل مماته ما هو أعظم مما وقع في أمتنا بعد وفاة نبينا صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فإن موسى عليه ‌السلام بعد ما دعا قومه إلى التوحيد زمناً طويلاً بيد بيضاء وعصا تفلق البحر وتلقف ما صنعه الساحرون ، وبنحو ذلك من الآيات والبينات وآمنوا بالله وعبدوه ووحدوه غاب عنهم زمناً يسيراً للمناجاة مع ربه وخلف فيهم هارون وهو أخو موسى عليه ‌السلام وشريكه في النبوة بمقتضى قوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) وقد أمرهم بطاعته وملازمته ، فلما غاب عنهم أجمعوا ـ إلا القليل منهم ـ على مخافة هارون وكادوا يقتلوه فتركوه واتخذوا العجل وعبدوه وأشركوا بالله عز وجل وأضلهم السامري ، فإذا جاز أن تجتمع أمة موسى على اتخاذ العجل والشرك بالله عز وجل وترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز أيضاً خطأ جل الصحابة في اتخاذهم ابا بكر خليفة وتركهم علياً عليه ‌السلام وصي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بعد ما كادوا يقتلونه على ما ذكره ابن قتيبة في الإِمامة والسياسة في قصة بيعة علي عليه ‌السلام ، قال : وإن أبا بكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي عليه ‌السلام فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم ـ وهم في دار علي عليه‌ السلام ـ فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ( فقال : وإن ) فخرجوا فبايعوا إلا علياً ( إلى أن قال ) فأتى عمر أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ( إلى أن قال ) ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة سلام الله عليها فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبة يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً ، فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ، قال : إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه بشيء ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي عليه ‌السلام بقبر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يصيح ويبكي وينادي : ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ( الخ ) .

( أقول ) وكأن عمر بن الخطاب قد نسي مواخاه النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بين أصحابه وأنه آخى بين نفسه وبين علي بن أبي طالب عليه‌ السلام كما عرفت تفصيلها في باب : عليّ أخو النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فأنكر ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم والعهد قريب وقال : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وعلى كل حال إذا جاز أن تجتمع أمة موسى عليه ‌السلام على اتخاذ العجل والشرك بالله بعدما رأوا الآيات والبينات ، وعلى ترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه ‌السلام بعدما كادوا يقتلونه بطريق أولى ، ووجه الأولوية أن من عدلوا عنه وهو علي عليه ‌السلام بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان دون هارون في القرب النسبي بالنسبة الى موسى عليه ‌السلام ، كيف لا وهارون كان أخاً لموسى عليه ‌السلام في نسبه وشريكاً في أمره ونبوته كما ذكرنا ، وعلي عليه ‌السلام كان ابن عم النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في نسبه وكان خليفته في امته لا شريكاً في نبوته ، كما أن من عدلوا اليه وهو ابو بكر كان فوق العجل الذي اتخذه قوم موسى عليه‌ السلام كيف لا والعجل كان جسداً له خوار كما في القرآن الكريم ، وأبو بكر كان بشراً له روح يتكلم ويخطب ، هذا مضافاً إلى أن امة موسى عليه ‌السلام قد اتخذوا العجل إلهاً يعبد ، وجُل الصحابة قد اتخذوا أبا بكر خليفة يطاع لا شريكاً مع الله عز وجل وإن لم يكن ذلك أقل من الشرك بكثير ، فهذه وجوه متعددة لجواز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه ‌السلام بطريق أولى .

( وبالجملة ) إن المتأمل في المقام لا يرى أن ما ارتكبه جل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ بعدما نص على إمامة علي عليه ‌السلام ـ أمراً غريباً بعيداً عن الذهن بعدما وقع نظيره في قوم موسى عليه ‌السلام من تركهم هارون مع أنه قد نص عليه ، لا سيما إذا لوحظ ما ورد من النصوص الكثيرة من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المشيرة كلها إلى ما ارتكبه اصحابه من بعده إشارة واضحة جلية كادت تكون نصاً لا إشارة ، حيث أخبرهم بإرتداد أناس من أصحابه على أعقابهم بعد أن يفارقهم ، وأنهم يحدثون من بعده ما يحدثون ، إذ من المعلوم أنه لم يصدر من أصحابه من بعده شيء سوى أنهم قد تركوا النص وراء ظهورهم وفارقوا علياً عليه ‌السلام لدواعي شتى ، مثل حداثة سنه كما صرح به أبو عبيدة بن الجراح لعلي عليه ‌السلام ـ على ما ذكره ابن قتيبة في الإِمامة والسياسة في إباء علي عليه‌ السلام بيعة أبي بكر ـ أو لاجتماع فضائل كثيرة فيه ومناقب جمة فحسده الناس عليها ، مثل كونه أول من أسلم وصلى ، أو كونه ممن باهل به النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بل جعله الله في كتابه نفس النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : وأنفسنا ، أو كونه ممن نزلت فيه آية التطهير ، أو من ورد فيه حديث المنزلة ، أو حديث الراية يوم خيبر ، أو حديث الطير المشوي ، أو حديث المواخاة ، أو سد أبواب المسجد إلا بابه ، إلى غير ذلك مما يوجب صيرورته محسوداً للناس إلا القليل ممن هداه الله وثبته ، أو لكونه خشناً في دين الله شجاعاً في الحروب قد قتل صناديد العرب وأبطالهم فلم يقم الدين إلا بسيفه .

فعاداه العرب ففي زمان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لم يمكنهم أن ينالوه بسوء ، فلما توفي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اغتنموا الفرصة وأعانوا في انتزاع الأمر من يده إلى غير ذلك من الدواعي .

( وأما ) نصوص ارتداد اناس من الصحابة من بعد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فهذه بعض طرقها نقتصر على ذكر ما رواه أرباب الصحاح دون غيرهم ، فروى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب قول الله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : إنكم محشورون حفاة عراة عزلاً ثم قرأ : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) وأول من يكسى يوم القيامة ابراهيم ، وإن اناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي أصحابي فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : ( وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ـ إلى قوله ـ الحكيم ) ورواه أيضاً باسناد آخر وبألفاظ متقاربة في كتاب بدء الخلق في باب واذكر في الكتاب مريم ، وفي كتاب التفسير في باب : وكنت عليهم شهيداً ، وقال فيه : فأقول يا رب أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ( الخ ) وفي كتاب التفسير أيضاً في باب كما بدأنا أول خلق نعيده ، وفي الرقاق في باب كيف الحشر ، وفي الرقاق أيضاً في باب الحوض بطرق متعددة ، وفي كتاب الفتن الحديث الثاني .

[ ورواه مسلم أيضاً ] في صحيحه في كتاب الطهارة في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ، وفي كتاب الفضائل في باب إثبات حوض نبينا بطرق متعددة ، وفي كتاب الجنة في باب فناء الدنيا .

[ ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ج 2 ص 68 ] بطريقين ( وفي ج 2 أيضاً ص 199 ) بطريقين آخرين ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه ( ج 1 ص 295 ) وابن ماجة في صحيحه في أبواب المناسك ( ص 226 ) .

( هذا ) مع ما ورد عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من الاشارة الجلية أيضاً في خصوص أبي بكر من أنه يحدث من بعده ما أحدث ، إذ روى الإِمام مالك بن أنس في صحيحه المسمى بالموطأ في كتاب الجهاد ( ص 197 ) بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه إن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال لشهداء أُحد : هؤلاء اشهد عليهم ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ثم بكي ، ثم قال : أئنا لكائنون بعدك ؟

[ اقول ] ومن الغريب ان علماء السنة ـ بعد ان لم يمكنهم المناقشة في سند هذه النصوص الواردة في ارتداد أناس من الصحابة قد حملوها على امتناع قوم من الأعراب من أداء الزكاة مثل مالك بن نويرة وغيره ممن سكن خارج المدينة ولم ير النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طول عمره إلا مرة أو مرتين أو ما يقرب من ذلك ، وهذا تأويل بعيد في كلمتين ( الأولى ) في لفظة الارتداد فإن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إذا نص ـ بمقتضى ما عرفته من الأخبار المتواترة ـ وصرح بأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم واعترف به اصحابه ثم قال : فمن كنت مولاه أي أولى به من نفسه بقرينة كلامه المتقدم فعليٌ مولاه ، بعد التنبيه على دنو أجله وقرب موته كما تقدم ، فهو قرينة قطعية على كونه في مقام الإِيصاء والاستخلاف ، ثم توفى ومضى إلى ربه وعصوه أصحابه ونبذوا النص وراء ظهورهم وأتخذوا أبا بكر خليفة وبدلوا شخصاً غير الذي قيل لهم وهجموا على دار فاطمة عليها‌ السلام وكادوا يحرقونها على من فيها . وفيها فاطمة سيدة النساء التي من آذاها فقد آذى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كما ستسمع في محله ، وأخرجوا علياً عليه ‌السلام وكادوا يقتلونه كما سمعت وهو أخو النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وصهره ، وابن عمه وأبو سبطيه ، وممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وهو من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بمنزلة هارون من موسى ، فحمل لفظة الارتداد الواقعة في تلك النصوص المتقدمة على هذا الفعل الشنيع أولى وأولى من حملها على امتناع قوم من الأعراب من اداء الزكاة ( الثانية ) في لفظة الأصحاب فإن حمل هذه اللفظة على من صاحب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في سفره وحضره وغزواته وحروبه وخلواته وجلواته ، وكان بحضر معه الصلوات الخمس والجمعة والجماعة ولا يفارقه في أي مجلس من مجالسه مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ونظرائهم ، أقرب وأقرب من حمله على قوم لم يسكنوا إلا في خارج المدينة ولم يروا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طول عمرهم إلا مرة أو مرتين أو ما يقرب من ذلك ، ولعمري إن هذا كله واضح لا يحتاج إلى إطالة الكلام ومزيد النقض والإِبرام ، غير أن من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ومن أعمى الله قلبه فلا دواء له إلا النار ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) .

ونختم الكلام بأبيات حسان بن ثابت الأنصاري في قصة الغدير فإنه جاء الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال له : يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟ فقال له : قل يا حسان على اسم الله ، فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

 

بخم وأسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليكم

 

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا

 

ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا عليٌ فإنني

 

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه

 

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم والِ وليه

 

وكن للذي عادى علياً معاديا

فقال له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك .

ذكر ذلك أكثر المؤرخين من الفريقين المنصفين .

>مقتبس من كتاب : [ فضائل الخمسة من الصحاح الستّة ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 443 ـ 456

 

أضف تعليق

الغدير

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية