رأيي بشأن المختار الثقفي

البريد الإلكتروني طباعة

المختار الثقفي

أنا متوقّف بشأن المختار الثقفي.

فأمّا دليل التوقّف بشأنه ، أنّه عندما ضُرب الإمام الحسن عليه السلام بالمغول في مظلم ساباط ـ فوجه تسمية المظلم هو : إمّا حفرة حفرها الفرس اختصاراً للمسير ، وإمّا حفرة طبيعيّة كانت هناك ، فكان يجب على من يريد الذهاب إلى المدائن أن يمرّ بهذا الطريق ، ولم يكن مثل اليوم إنارة تنير الطريق ، فكان النفق مظلم ؛ فعندما مرّ الإمام الحسن عليه السلام كمن له حروري خارجي ، وضربه بالمغول على فخذه ، فوصلت الضربة إلى عظمه ـ ، له موقف غير متعارف.

فأين يذهب الإمام عليه السلام لكي يتطبّب من هذه الضربة ؟ عند الوالي من قبله وقبل أبيه عمّ المختار الثقفي. فالمختار قال هنا لعمّه : تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه الى معاوية فيجعل لنا العراق ، فقام إليه بعض الشيعة منهم الجويريّة بن مسهر العبدي وأرادوا أن يقتلوه لولا أن عمّه حاماه (1). إذن تاريخه لم يشهد له بشيء.

فمتى أصبح المختار مختاراً ؟!

عندما زُجّ به في السجن من قبل عبيدالله بن زياد وكان زميله في الزنزانة ميثم التمّار ، حصل هنا التغيير. فميثم التمّار كان لعلي عليه السلام كما كان حذيفة لرسول الله صلّى الله عليه وآله ، فحذيفة بن اليمان (2) عنده علم المنايا والبلايا (3). فالتفت إلى المختار وقال له : هل ترى ما نعاني منه في هذه الزنزانة ، فأمّا أنا سأخرج وأقتل وألجم ـ فأوّل من يلجم في الإسلام أيّ يسحب لسانه ـ وأمّا أنت كأنّي أراك تضع قدمك على رأسه ـ أيّ عبيدالله بن زياد ـ ؛ فنشط المختار من ذلك الخبر ، فكان يحكي له رواية عن الإمام علي عليه السلام ، فتصوّر هذا الأمر ـ أيّ وضع قدمه على رأس عبيدالله بن زياد ـ كأن الإمام عليه السلام يقول له ذلك ويخبره ، فنشط حاله لهذه البشارة ، فهنا صمّم المختار على الأمر وعمل به.

وهناك رواية تقول أنّ ولد المختار جاء إلى الإمام الباقر عليه السلام ، وقال له أهل العراق يلعنوا أبي فأعطني شيء بهذا الأمر. فقال : رحم الله عمّي المختار فأنّي أبي أخبرني انّ مهر أمّي كان ممّا أرسله المختار من العراق (4).

فلنراجع ما جاء في الرواية ، ونتأكّد من صحّتها. ليس كلّ من قرأ عليّ رواية فأنا أصدّقها.

1 ـ الإمام الباقر عليه السلام كان بكربلاء وعمره على رواية سنتين ، وعلى رواية أخرى أربع سنوات.

2 ـ المختار الثقفي في تلك الأيّام لم يتولّا العراق.

3 ـ كان الإمام زين العابدين عليه السلام متزوّج من فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام بنت عمّه ولم يكن بحاجة للمختار أن يبعث له مصاريف ، لأنّ الإمام الحسن عليه السلام لم يكن عاجزاً على أن يزوّج ابنته ، ولا الإمام الحسين عليه السلام عاجز على أن يزوّج ابنه ؛ فكيف تريدني أن أقبل هذه رواية : رحم الله عمي المختار فأن أبي أخبرني أن مهر أمّي ...

فكيف يكون مهر فاطمة بنت الحسن عليه السلام التي تزوّجت على ما يبدو في حياة أبيها من ابن عمّها زين العابدين عليه السلام ؟ أو على الأقلّ في حياة عمّها الإمام الحسين عليها السلام قطعاً كان ممّن أرسله المختار. كيف يمكن أن نقبل هذا الرواية لأنّ الإمام الباقر عليه السلام كان حاضراً في كربلاء ، فحتماً تزوّجت ـ فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام ـ في حياة أبيها وعمّها ؛ فهذه الرواية تحمل في طياتها تهافوتات.

المختار اُعطي شرعيّة لأمرين أكّدت عليها ، وأرجع أؤكّد :

1. قتل قتلة الإمام الحسين عليه السلام.

برأينا الإمام عليه السلام هو ولي دماء المسلمين جميعاً ، وأمّا برأي جميع المسلمين ( وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا ) (5) ، فولي دم الإمام الحسين عليه السلام وأبناء الإمام الحسن عليه السلام ـ لأنّهم فوّضوا الإمر إلى الإمام زين العابدين عليه السلام ـ الإمام زين العابدين عليه السلام ، وهو مفوّض بالإنتقام.

هل عندكم شكّ يا مسلمون أنّ الإمام الحسين عليه السلام قضى مظلوماً ؟ لا يوجد هناك شخص عنده شكّ في هذا الأمر ، فأعطى شرعيّة لقتل قتلة الحسين عليه السلام.

2. استرداد مسروقات كربلاء.

أمّا أنه كان والياً على العراق من قِبَل عبدالله بن الزبير وليس من قِبَل الإمام زين العابدين عليه السلام ، حتّى تكون له مشروعيّة ؛ لذلك أنا متوقّف.

وزاد في توقّفي وتأمّلي بهذا الأمر هو عندما أذهب للزيارة إلى مسجد الكوفة ، وزيارة مسجد السهلة ، وأزور مسلم بن عقيل عليه السلام ، ميثم التمّار رحمه الله ، وهاني بن عروة رحمه الله ؛ فلماذا لم يجعل المعصوم عليه السلام زيارة للمختار الثقفي ؟ لماذا عمل زيارة لمسلم وهاني بن عروة ولميثم التمّار ولم يلحظ المختار ؟

فأنا لم يكن عندي رأي لا سلبي ولا أيجابي. ولكن أنا فنّدتُ الرواية التي تمدحه.

نعم ، جزاه الله خيرا على ما أفرح به قلوب أهل البيت عليهم السلام ، فهو لم يكن له شرعيّة لمشروعه السياسي من قبل المعصوم عليه السلام (6).

الهوامش

1. علل الشرايع « للشيخ الصدوق » / المجلّد : 1 / الصفحة : 220 ـ 221 / الناشر : منشورات المكتبة الحيدريّة :

دس معاوية الى عمرو بن حريث ، والأشعث بن قيس ، و إلى حجر بن الحجر وشبث بن ربعي ، دسيساً افرد كل واحد منهم بعين من عيونه انك ان قتلت الحسن ابن علي فلك مائتا الف درهم ، و جند من اجناد الشام ، وبنت من بناتي. فبلغ الحسن « ع » ذلك فاستلام ولبس درعا وكفرها ، وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك ، فرماه احدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة فلما صار في مظلم ساباط ضربه احدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر فامر ( عليه السلام ) ان يعدل به الى بطن جريحي وعليها عم المختار بن ابي عبيد مسعود بن قيلة ، فقال المختار لعمه تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه الى معاوية فيجعل لنا العراق ، فبدر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمساءلة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا.

معجم رجال الحديث « للسيّد الخوئي » / المجلّد : 19 / الصفحة : 105 / الناشر : مؤسسة الخوئي الإسلاميّة / الطبعة : 5 :

وللعلماء الأعلام في هذه الرواية أقوال ، ننقل إليكم قول المحقّق الكبير السيّد الخوئي قدّس سرّه في شأن هذه الرواية :

وهذه الرواية لارسالها غير قابلة للاعتماد عليها ، على أن لو صحّت لأمكن أن يقال إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلباً جدياً ، وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمّه ، فإن علم أنّ عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام ، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام.

وقد ذكر بعض الأفاضل أنه وجد رواية بذلك عن المعصوم عليه السلام.

نعم تقدّم في ترجمة محمد بن أبي زينب رواية صحيحة ، وفيها كان أبو عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام قد ابتلي بالمختار ، وقد ذكر في تلك الرواية رسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمة الأطهار سلام الله عليهم وأنّ كلّاً منهم كان مبتلى بكذّاب يكذب عليه.

ولكن هذه الرواية لعلّ فيها تحريفاً ، فإنّ المختار بن أبي عبيدة كان في الكوفة ، والحسين بن علي عليهما السلام كان بالمدينة ، ولم ينقل ولا بخبر ضعيف كذب من المختار بالنسبة إلى الحسين عليه السلام ، وغير بعيد أنّ المختار الذي كان يكذب على الحسين عليه السلام أن يكون رجلاً آخر غير المختار بن أبي عبيدة.

2. رجال الطوسي / الصفحة : 35 / الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين ـ قم :

حُذيفة بن اليمان ، أبو عبدالله ، سكن الكوفة ، ومات بالمدائن بعد بيعة أميرالمؤمنين عليه السلام بأربعين يوماً.

وذكره في أصحاب علي عليه السلام قائلاً :

رجال الطوسي / الصفحة : 60 / الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين ـ قم :

حُذيفة بن اليمان العبسي ، وعداده في الانصار ، وقد عدّ من الاركان الاربعة.

3. الإرشاد « للشيخ المفيد » / المجلّد : 1 / الصفحة : 323 ـ 325 / الناشر : كنگره شيخ مفيد / الطبعة : 1 :

أَنّ مِيْثَمَ التّمّارَ كانَ عبداً لامرأَةٍ من بني أَسَدٍ ، فاشتراه أَميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ منها وأَعتقَه وقالَ له : « ما اسمُكَ ؟ » قالَ : سالِمٌ ، قال : « أَخبرَني رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ أَنّ اسمَكَ الّذي سمّاكَ به أَبَوَاكَ في العَجمِ مِيْثَم » قالَ : صَدَقَ اللهُ ورسولُه وصَدَقْتَ يا أميرَ المؤمنينَ ، واللهِ إِنّه لاسمي ، قالَ : « فارجِعْ إِلى اسمِكَ الّذي سمّاكَ به رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ودَعْ سالِماً » فرجعَ إِلى مِيْثَم واكتنى بأَبي سالِم.

فقالَ له عليٌّ عليهِ السّلامُ ذاتَ يومٍ : « إِنّكَ تُؤخَذُ بعدي فتُصْلَب وتُطْعَن بحَرْبةٍ ، فإِذا كانَ اليومُ الثالثُ ابتدرَ مَنْخِراكَ وفَمُكَ دماً فيَخْضِبُ لحيتَكَ ، فانتظرْ ذلكَ الخِضابَ ، وتُصْلَبُ على باب دارِ عَمْرِو ابن حُرَيْثٍ عاشِر عَشرةٍ أَنتَ أَقصرُهم خَشَبَةً وأَقربُهم مِنَ المَطْهَرةِ ، وامضِ حتّى أُرِيَكَ النّخلةَ الّتي تُصْلَبُ على جِذْعِها » فأَراه إِيّاها.

فكان مِيْثَم يَأتيها فيصلِّي عندَها ويقولُ : بوركتِ من نخلةٍ ، لكِ خُلِقْتُ ولي غُذِّيْتِ. ولم يَزَلْ يَتعاهَدُها حتّى قُطِعَتْ وحتّى عرفَ المَوضع الّذي يُصْلَبُ عليها بالكُوفةِ. قالَ : وكانَ يَلقى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ فيقول له : إِنِّي مُجاوِرُكَ فأحْسِنْ جِواري ، فيقولُ له عَمْروٌ : أتُريدُ أن تَشتريَ دارَ ابنِ مَسْعودٍ أَو دارَ ابنِ حكيمٍ ؟ وهو لا يَعلمُ ما يُريدُ.

وحَجّ في السّنةِ الّتي قُتِلَ فيها فدخلَ على أُمِّ سَلَمَةَ رضيَ اللهُ عنها فقالتْ : مَنْ أَنتَ ؟ قال : أَنا مِيْثَم ، قالتْ : واللهِ لَربّما سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ يُوْصِي بِكَ عليّاً في جَوْفِ الليل. فسألَها عنِ الحُسينِ ، قالتْ : هو في حائطٍ له ، قالَ : أخبِرِيهِ أنِّي قد أَحبَبْتُ السّلامَ عليه ، ونحنُ مُلتَقُونَ عندَ ربِّ العالَمِينَ إِنْ شاءَ اللهُ. فدَعَتْ له بطيبٍ فطيّبتْ لحيتَه ، وقالتْ له : أَمَا إِنها ستُخْضَبُ بدم.

فقَدِمَ الكوفةَ فأَخذَه عُبيْدُالله بن زيادٍ فأُدخلَ عليه فقيلَ : هذا كانَ من آثَر النّاسِ عندَ عليٍّ ، قالَ : وَيْحَكم ، هذا الْأَعجميُّ ؟ قيلَ له : نعم ، قالَ له عُبَيْدُاللهِ : أَينَ ربُّكَ ؟ قالَ : بالمِرصادِ لِكلِّ ظالم وأَنتَ أَحدُ الظَّلَمةِ ، قالَ : إِنّكَ على عُجمتِكَ لَتَبْلُغُ الّذي تُريدُ ، ما أخبرَكَ صاحبُك أنِّي فاعلٌ بكَ ؟ قالَ : أَخبرَني أَنّكَ تَصلِبُني عاشِرَ عَشرةٍ ، أَنا أَقصرُهم خَشَبَةً وأَقربُهم مِنَ المَطْهَرَةِ ، قالَ : لَنُخالِفَنَّه ، قالَ : كيفَ تُخالِفُه ؟ فواللهِ ما أَخبرَني إلّا عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ عن جَبْرَئيْلَ عنِ اللهِ تعالى ، فكيفَ تُخالِفُ هؤلاءِ !؟ ولقد عَرفتُ الموضعَ الّذي أُصلَبُ عليه أَينَ هو مِنَ الكُوفةِ ، وأَنا أَوّلُ خَلْقِ الله أُلْجَمُ في الإِسلام ، فحبسَه وحبسَ معَه المُختارَ بنَ أَبي عُبَيْدٍ ، فقالَ مِيْثَم التّمّارُ للمُختارِ : إِنّكَ تُفْلِتُ وتَخْرُجُ ثائراً بدم الحُسين فتَقتُلُ هذا الّذي يَقتُلُنا. فلمّا دعا عُبَيْدُاللهِ بالمُختار ليقتلَه طلعَ بَريْدٌ بكتابِ يَزيْدَ إِلى عُبَيْدِاللهِ يأْمرُه بتَخليةِ سبيلهِ فخلّاه ، وأَمرَ بمِيْثَم أَنْ يُصلَبَ ، فأُخرِجَ فقَالَ له رجلٌ لَقِيَه : ما كانَ أغناك عن هذا يا مِيْثَمُ ! فتبسّمَ وقالَ وهو يومئ إِلى النّخلة : لها خُلِقْتُ ولي غُذِّيَتْ ، فلمّا رُفعَ على الخَشَبةِ اجتمعَ النّاسُ حولَه على بابِ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ. قالَ عَمْرٌو : قد كان واللهِ يقولُ : إِنِّي مُجاوِرُكَ. فلمَّا صُلِبَ أَمرَ جاريتَه بكَنْس تحت خَشَبتهِ ورشِّه وتجميرِه ، فجعلَ مِيْثَم يُحدِّثُ بفضائلِ بني هاشِمٍ ، فقيلَ لابنِ زِيادٍ : قد فَضَحَكم هذا العَبْدُ ، فقالَ : أَلجِموه ، فكانَ أَوّلَ خلقِ اللهِ أُلجِمَ في الإِسلامِ. وكانَ مَقْتَلُ مِيْثَم رحمةُ اللهِ عليه قبلَ قُدومِ الحسينِ بنِ عليٍّ عليه السّلامُ العِراقَ بعشرةِ أَيّامٍ ، فلمّا كانَ يومُ الثّالث من صَلبِه ، طُعِنَ مِيْثَم بالحَرْبةِ فكبّرَ ثمّ انبعثَ في آخرِ النّهارِ فمُهُ وأَنفُه دماً.

وهذا من جملةِ الاخبارِ عنِ الغُيوب المحفوظةِ عن أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ ، وذِكْرُه شائعٌ والرِّوايةُ به بينَ العلماءِ مستفيضةٌ.

4. رجال الكشي « للشيخ الطوسي » / المجلّد : 1 / الصفحة : 340 / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام :

محمد بن الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن يسار ، عن عبدالله بن الزبير ، عن عبدالله بن شريك ، قال : دخلنا على أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ ، وقد أرسل الى الحلاق فقعدت بين يديه اذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ، ثم قال : من أنت ؟ قال : أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان متباعداً من أبي جعفر عليه السلام فمد يده اليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده.

ثم قال : اصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك قال : وأي شىء يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ، ولاتأمرني بشىء الا قبلته.

فقال : سبحان الله أخبرني أبي والله ان مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبن دورنا ؟ وقتل قاتلنا ؟ وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله.

5. الإسراء : 33.

6. وفي نهاية المطاف نذكر ما جاء به العلّامة المجلسي رحمه الله في كتابه « بحار الأنوار » نقلاً على ابن نما الحلي رحمه الله :

قال جعفر بن نما مصنّف هذا الثأر اعلم أنَّ كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقّفهم على معاني الألفاظ ، ولا رويّة تنقّلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ.

ولو تدبّروا أقوال الأئمة عليهم السلام في مدح المختار لعلموا أنّه من السابقين المجاهدين الّذين مدحهم الله ـ جلّ جلاله ـ في كتابه المبين.

ودعاء زين العابدين عليه السلام للمختار رحمه الله دليل واضح ، وبرهان لائح على أنّه عنده من المصطفين الأخيار ، ولو كان على غير الطريقة المشكورة ، ويعلم أنّه مخالف له في اعتقاده ، لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ، ويقول فيه قولاً لا يستطاب ، وكان دعاؤه عليه السلام له عبثاً ، والإمام عليه السلام منزّه عن ذلك.

وقد أسلفنا من أقوال الأئمّة في مطاوي هذا الكتاب تكرار مدحهم له ، ونهيهم عن ذمّه ، مافيه غنية لاُولي الأبصار ، وبغية لذوي الاعتبار ، وإنّما أعداؤه عملوا له مثالب ليباعدوه من قلوب الشيعة ، كما عمل أعداء أمير المؤمنين عليه السلام له مساوىء ، وهلك بها كثير ممّن حاد عن محبّته ، وحال عن طاعته.

فالوليّ له عليه السلام لم تغيّره الأوهام ، ولا باحته تلك الأحلام ، بل كشفت له عن فضله المكنون ، وعلمه المصون ، فعمل في قضيّة المختار ما عمل مع أبي الأئمة الأطهار. [ بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلّد : 45 / الصفحة : 387 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2 ]

ونذكر هنا رأي العلامة المجلسي في هذا الباب :

... وأنا في شأنه من المتوقّفين وإن كان الأَشهر بين أصحابنا أنّه من المشكورين. [ بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلّد : 45 / الصفحة : 339 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2 ]

 
 

أضف تعليق

أعلام وكتب

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية