أربعين الطف

البريد الإلكتروني طباعة

أربعين الطف

أربعين الإمام الحسين عليه السلام

أربعين الطف بالأحزان عاد

 

يالخطبِ زلزل السبع الشداد

* * *

شعلة الثورة فينا أجّجتها كربلاء

 

علّمتنا أنّ درب المجد شوكٌ ودماء

في سبيل الله آلام صغار ونساء

 

أسروها ومدى الأسر سياطٌ وبذاء

والضحايا دون أيدٍ ورؤوسٍ في العراء

 

فجّر الأجيال بالثورة فوجُ الشهداء

بعثوا بالدم في التاريخ صحواً ومضاء

 

يتحدّى أبداً كل عروش الأدعياء

 

رسموا للمؤمنين

 

منهجَ النصر المبين

أيقظوا الحُرَّ ، لكي يصلح بالعدل البلاد

* * *

عاد ركب الأسر للطفِّ بيوم الأربعين

 

رغم حزن الطف عاشوا رحلة الأسر الحزين

ذكرياتٌ مرّةٌ تبقى على مرّ السنين

 

تبعث الأشجان والحسرة فينا والأنين

فقيود أوجعت آل الهداة الطاهرين

 

وسياط وجراح وعيون الشامتين

وعلى الهزل في البيد بأيدي الحاقدين

 

حملوا رغم الخطوب السود صوت الثائرين

 

رغم عرش المجرمين

 

كشفوا الحق المبين

مذ رأوا في الثورة الشمّاء فرضاً واعتقاد

* * *

وأتى جابر يطوي البيد شوقاً للّقاء

 

أخبروه أنّ هذي الأرض تُدعى كربلاء

هاهنا خير رجال الدهر صرعى في العراء

 

هاهنا قتل وتشريد وكرب وبلاء

هاهنا نهبٌ وسلبٌ ودموعٌ ودماء

 

هاهنا قد أرهق الأطفال ذعرٌ وظماء

هاهنا لم يرفق الأوغاد حتى بالنساء

 

سلبوها وسبوها أحرقوا منها الخباء

 

بطش الوحش اللعين

 

بتراث الطاهرين

حاربوا آل رسول الله ظلماً وعناد

* * *

هاهنا هبّت إلى الثأر دعاة الجاهليّة

 

حاولوا إطفاء نور الله في تلك الرزيّه

طاردوا شيعة آل المرتضى خير البريّه

 

تتبع الاُمّة في الظلم الدعيَّ ابن الدعيّه

كيف يرضى الدين أن تحكم هندٌ وسميّة

 

أعمت الأحقاد والأهواء أوغادَ اُميّة

ماتت الرحمة في تلك القلوب الهمجيّة

 

حاربوا الأخلاق والدين بأرض الغاضريّه

 

فتكوا بالمؤمنين

 

فأسيرٌ وطعين

هكذا قد أسلم العصرُ إلى الطاغي القياد

* * *

هاهنا في الطف يا جابر كانت نائبات

 

هاهنا العبّاس مطروحٌ على شاطي الفرات

وهنا الأكبر قد قطّعه طعن الجناة

 

ورضيعٌ ظاميءٌ روّته بالنبل رماة

وصحابٌ بذلوا في نصرة السبط الحياة

 

والحسين السبط رضّت صدره خيلُ الطغاة

كيف لا نبكي على تلك الرزايا المؤلمات

 

قد بكته قبل خلق الأرض كلُّ الكائنات

 

يا له جرح دفين

 

في قلوب المؤمنين

سوف يبقى حزننا فيه إلى يوم المعاد

* * *

وبكى جابر مذ أصغى إلى الرزء المهول

 

كم رأى رأس حسين السبط في حجر الرسول

يلثم النحر ويرنو الصدر والدمع هطول

 

فإذا صدر حسين فوقه تجري الخيول

وإذا الرأس على الرمح مع الأسر يجول

 

وإذا زينب بعد العزّ والخدر ثكول

تنظر الأعين والأيدي على الركب تطول

 

وسياط البغي تنهال على آل البتول

 

صرختْ يا مسلمين

 

ليس لي فيكم معين

بعدما قد فقدت في كربلا كلّ عماد

* صفر 1412

مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 90 ـ 92

 

أضف تعليق

كربلاء وواقعة الطف

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية