هل وردت أخبار عن أهل البيت في نزول جبرئيل بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

هل وردت أخبار عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في نزول جبرئيل عليه السلام بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله ؟

الجواب :

نعم ورد ذلك في بعض الروايات الصحيحة.

في صحيحة أبي عبيدة ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، أنّه قال :

إنَّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزنٌ شديدٌ على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها ، وكان عليٌّ عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام. (1)

وفي رواية حماد بن عثمان ورد نفس هذا المضمون تقريباً ، وذكر أنّ الله سبحانه أرسل إليها ملكاً ، ولم يذكر اسمه. (2)

هذا ولا ينبغي أن يستبعد المسلم ذلك ، والقرآن الكريم حدّثنا عن بعض الأشخاص الذين حدّثتهم الملائكة وهم دون الزهراء عليها السلام في المنزلة.

قال تعالى : وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ. (3)

وقال تعالى : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. (4)

وقال تعالى : وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ ... * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ ... (5)

الهوامش

1. الكافي « للشيخ الكليني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 241 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : 3.

راجع : دلائل الإمامة « لمحمد بن جرير للطبري » الصفحة : 104 ـ 107 / الناشر : مؤسسة البعثة / الطبعة : 1.

راجع : بصائر الدرجات « لمحمد بن الحسن للصفار » / الصفحة : 173 ـ 174 / الناشر : مؤسسة الأعلمي.

راجع : بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلّد : 22 / الصفحة : 545 ـ 546 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

الوافي « للفيض الكاشاني » / المجلّد : 3 / الصفحة : 581 / الناشر : مكتبة أمير المؤمنين علي عليه السلام / الطبعة : 1.

2. راجع : الكافي « للشيخ الكليني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 240 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : 3.

راجع : الوافي « للفيض الكاشاني » / المجلّد : 3 / الصفحة : 580 ـ 581 / الناشر : مكتبة أمير المؤمنين علي عليه السلام / الطبعة : 1.

راجع : بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلّد : 22 / الصفحة : 545 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

3. آل عمران : 42.

4. مريم : 17 ـ 19.

5. هود : 69 ـ 73.

 
 

التعليقات   

 
+2 # محمد الاحمد 2018-05-27 01:54
هل هناك من السنة النبوية حديث يتكلم عن نزول جبرائيل على فاطمة الزهراء (ع ) ؟؟
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 -2 # السيد جعفر علم الهدى 2018-09-06 15:34
إذا كان المقصود ورود مثل هذا الحديث في الروايات التي يرويها علماء أهل السنّة في كتبهم ، فمن المعلوم أنّهم لا يذكرون مثل ذلك ، إمّا خوفاً من الحكومات التي كانت تمنع من ذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام ، أو لأجل انّ ذلك يتنافي مع معتقداتهم.
مضافاً الى أنّ الكتب الحديثيّة التي ألّفها علماء أهل السنّة هي متأخّرة عن عصر النبي صلّى الله عليه وآله ، بخلاف أحاديث الشيعة فانّها مرويّة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام عن علي عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، كما قال القائل :
إذا شئت ان تبغي لنفسك مذهبا * ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك * وأحمد والمنقول عن كعب أحبار
ووال اُناساً قولهم وحديثهم * روى عن جدّنا عن جبرئيل عن الباري
والمسلم المؤمن لابدّ أن يأخذ معالم دينه من القرآن والعترة الطاهرة من ذريّة النبي صلّى الله عليه وآله ، حيث أمرنا الرسول الأعظم بذلك في حديث الثقلين المعروف والمشهور بين الفريقين.
قال النبي صلّى الله عليه وآله : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
وقال صلّى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها غرق وهوى.
وهناك روايات عديدة من طرق أهل البيت عليهم السلام ، تدلّ على نزول جبرئيل على فاطمة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله ، يحدّثها ويسلّيها ويخبرها بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وكان علي يكتب ذلك ، فجمع وسمّي مصحف فاطمة ، ليس قرآناً ، وليس شيء من القرآن ، وهو من مصادر علوم أئمّة أهل البيت عليهم السلام.
ففي بصائر الدرجات بسنده الصحيح عن أبي عبيدة عن الصادق عليه السلام ، في حديث :
قال له : فمصحف فاطمة ؟ فسكت طويلاً ثمّ قال : انّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، انّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسة وسبعون يوماً وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبريل يأتيها فيحسن غراءها على أبيها ويظيب نفسها يخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها وكان عليّ يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة. [ ورواه الكليني في الكافي 1 / 241 ].
وفي الكافي ج 1 / 240 روى بسنده عن حماد بن عثمان قال :
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وذلك انّي نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام. قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : انّ الله تعالى لما قبض نبيّه دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله عزّ وجلّ فارسل اليها ملكاً يسلّي غمّها ويسلّيها ـ إلى أن قال : ـ فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّ ما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً. ثمّ قال : امّا انّه ليس في شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -2 # احمد 2017-12-17 08:38
السلام عليكم
هذه الايات كانت قبل بعثه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
لان ابا بكر رضي الله عنه وعلي الصحابه والتابعين السلام
قال لقد انقطع الوحي بعد وفاة النبي عليه تاصلاة والسلام
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 -3 # السيّد جعفر علم الهدى 2018-03-01 23:15
أوّلاً : ليس المدّعى نزول آيات القرآنيّة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآله ، بل الروايات التي تذكر مصحف فاطمة وانّ جبرئيل كان يؤنس فاطمة بعد موت أبيها ويحدثها. فكتب علي عليه السلام حديثه وجمعه وسمّى مصحف فاطمة تصرح بأنّه ليس قرآناً ، بل ليس فيه شيء من القرآن.
ثانياً : نعم انقطع الوحي بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، لكن الوحي هو كلام الله تعالى الذي يكون الملك ـ جبرئيل ـ واسطة في ايصاله الى النبي صلّى الله عليه وآله ، أمّا حديث جبرئيل مع فاطمة عليها السلام فلم يكن بعنوان كلام الله تعالى ، ولم يكن جبرئيل واسطة في ايصال كلام الله الى فاطمة عليها السلام ، بل كان يخبرها بما يكون في العالم في المستقبل ، ولعلّه كان يحدثها بما كان يعلم به من الوقائع والحوادث المستقبلة.
نعم علمه بذلك كان من الله تعالى ، اذ لا يعلم الغيب الّا الله ، لكنّه لم يكن كلامه مع فاطمة كلام الله ليكون وحياً.
ثالثاً : المراد من انقطاع الوحي هو انقطاع نزول القرآن الكريم الذي هو نوع من الوحي ، لكن الوحي لا ينحصر بذلك ، فانّ الوحي يصدق مع الالهام أو الحديث القدسي ؛ فليكن حديث جبرئيل مع فاطمة بعد موت أبيها نوعاً من الوحي الالهي ، ولا دليل على انقطاع جميع أنواع الوحي الالهي حتّى الالهام والحديث القدسي وما شابه ذلك ، بل هناك وحي تكويني ، كقوله تعالى : ( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ) [ النحل : 68 ] ، وقوله : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ) [ القصص : 7 ].
فلا دليل على انقطاع جميع أنواع الوحي الالهي بعد موت النبي صلّى الله عليه وآله ، وانّما المراد انقطاع الوحي القرآني.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

فاطمة الزهراء عليها السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية