لماذا جاء لفظ ( ظَنّ ) في بعض الآيات للتعبير عن العلم بالظنّ ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

( إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ) [ الحاقة : 20 ].

( وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلَّا ) [ التوبة : 118 ].

( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) [ البقرة : 46 ].

لماذا جاء لفظ ( ظَنّ ) في الآيات للتعبير عن العلم بالظنّ ؟

الجواب :

يقول جمع من المفسّرين واللغويين إنّ الظنّ يستعمل تارة في الإعتقاد الراجح ، واُخرى في العلم ، وذكروا لكلّ منهما شواهد في الشعر العربي.

ويقول بعض الباحثين عن أصول اللغة ، أنّ الظنّ يُطلق على كلّ اعتقاد ناشئ من أمارة ، فقد يكون علماً وقد يكون اعتقاداً راجحاً بل حتّى غير الراجح ، فالظنّ يقابل العلم الناشئ من الإحساس والإدراك والوصول إلى حقيقة الشيء ولمسه.

فالظنّ في الآيات المذكورة وإن لم يكن في موارده احتمال للخلاف إلّا أنّه ليس علماً ناشئاً من لمس الحقيقة بالوجدان أو بالحواس الظاهرة ، وإنّما هو علم نشأ من ترتيب مقدّمات أو تصديق الأنبياء أو نحو ذلك إن كان يبلغ في بعض الناس ـ كالمعصومين وبعض أهل الكمال ـ إلى درجة اليقين ، ولكنّه في أكثر المؤمنين لا يتجاوز ذلك بل ربما يكون أقلّ منه ، ومع ذلك فهم يُعدّون من المؤمنين ، فلعلّ الوجه في اختيار هذا التعبير « الإيعاز إلى قبول الإيمان من المؤمنين بدرجاته المتفاوتة » ، إذ لا شكّ أنّ إيماننا مهما يكن قويّاً لا يبلغ حد إيمان من قال : « لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً » ، وهو أمير المؤمنين سلام الله عليه.

 
 

أضف تعليق

تفسير وشأن النزول الآيات

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية