هل الوهابية امتداد لفكرأبن تيمية

البريد الإلكتروني طباعة
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 353 ـ 354
________________________________________
(353)
سؤال وجواب
إنّ الوهابية امتداد فكري لما بذره أحمد بن تيمية في أوائل القرن الثامن وتعتبر حركتهم الهدامة انعكاساً جذرياً لمبادئه الضالة، ويتمخض عن ذلك، سؤال يستثيره نجاح محمد بن عبدالوهاب النسبي في تطبيق وإقرار مبادىء دعوته، دون مؤسس المنهج أحمد بن تيمية، فقد أخفق في دعوته، وأخمدت في بادىء بدئها، وإن كان قد تبعه بعض الناس فلم تكن متابعتهم له عن علم بمبادئه وغاياته.
وهذا ابن كثير الشامي التابع لمنهج ابن تيمية يقول: كان الناس يتبركون بجنازته(1) مع أنّه عنده شرك، والشرك من أعظم الجرائم عند ابن تيمية، فلم تكن متابعة جماعة من الناس له عن إحاطة ودراية، بل مخالفته للحكم السائد في الشام، وإبعاده منها إلى مصر ثم سجنه، صارت سبباً لاستمالة قلوب الناس
________________________________________
1. البداية والنهاية، ج 14، حوادث عام 728 .
________________________________________
(354)
إليه من دون وعي بمعتقده، وهذا بخلاف محمّد بن عبد الوهاب، فقد تكللت دعوته بالنجاح النسبي، فياترى ما هو السبب؟ .
نجيب بكلمة واحدة، إنّ ابن تيمية افتقد الأرضية الكفيلة بإنجاح دعوته لأنّه بثّها بين أوساط علمية، كان فيهم كبار العلماء والفقهاء، فأخمدوا ضوضاءها بالاستدلال والبرهنة، فثاروا في وجهه ثائرة أخمدت دعوته وأبطلت كيده، وكانت السلطة أيضاً ناصرت العلماء في مجابهتهم له، فلم يكن لبذرة الفساد نصيب سوى الكمون في ثنايا الكتب، أو النجاح في مرضى القلوب .
وأمّا ما يرتبط بدعوة محمّد بن عبد الوهاب فقد ساعد على إنجاحها وجود أرضية خصبة مليئة بالأُمية والجهل بمبادىء الإسلام، تضاف إلى ذلك مناصرة سلطة آل سعود وتحالفهم معه في تطبيق دعوته، على أن يكون التخطيط من الشيخ، والإنجاز من السلطة بالقوة والإغارة والفتك والتخويف .
يقول الزهاوي: لمّا رأى ابن عبد الوهاب أنّ قاطبة بلاد نجد بعيدون عن عالم الحضارة، لم يزالوا على البساطة والسذاجة في الفطرة، وقد ساد عليهم الجهل حتّى لم تبق للعلوم العقلية عندهم مكانة ولا رواج، وجد هنالك من قلوبهم ما هو صالح لأن تزرع فيه بذور الفساد، مما كانت نفسه تنزع إليه وتمنيه به من قديم الزمان، وهو الحصول على رئاسة عظيمة ينالها باسم الدين - إلى أن قال ـ : فلم يجد للحصول على أُمنيته طريقاً بين أولئك إلاّ أن يدّعي أنّه مجدد في الدين، مجتهد في أحكامه; فحمله هذا الأمر على تكفير جميع طوائف المسلمين، وجعلهم مشركين بل أسوأ حالا وأشدّ كفراً وضلالا، فعمد إلى الآيات القرآنية النازلة في المشركين فجعلها عامة شاملة لجميع المسلمين، الذين يزورون قبر نبيّهم ويستشفعون به إلى ربّهم(1) .
________________________________________
1. جميل صدقي: الفجر الصادق، ص 14 .
 

التعليقات   

 
# أبو ياسر 2015-06-03 17:22
يكفيك إفتراء هذا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يقول
(( وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم )). الدرر السنية (1/66)،
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيّد جعفر علم الهدى 2015-08-07 18:11
لا ينكر أحد انّ محمّد بن عبد الوهّاب هو من اتباع ابن تيميّة وهو الذي نشر آرائه وأفكاره واتّبعه اتباع الفصيل لاُمّه والوهابيّة هي امتداد لمسلك ابن تيميّة ، وقد صرّح ابن تيميّة بكفر من بتوسّل بالنبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم وأولياء الله الصالحين.
قال ابن تيميّة : « ومن أثبت مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وخلقه كالحجاب بين الملك ورعيّته يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه فالله انّما يهدي ويرزق بتوسطهم ، فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله تأدّباً أوّلاً سؤالهم أنفع لقربهم فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب فان تاب والا قتل ». [ رسالة الواسطة ص 66 طبع المنار بمصر ].
ثمّ راجع رسالة كشف الشبهات لمحمّد بن عبد الوهّاب حيث اطلق اسم الشرك والمشركين على عامة المسلمين عدى الوهابيين فيما يزيد عن أرعة وعشرين موضعاً وأطلق عليهم اسم الكفر والكفّار وعباد الأصنام والمرتدّين والمنافقين وجاحدي التوحيد وأعدائه وأعداء الله ومدّعي الإسلام وأهل الباطل فيما يزيد عن خمسة وعشرين موضعاً.
ثمّ إذا لم ير كفر غير الوهابيين من المسلمين فلماذا وقعت تلك المجازر والإبادة لأهل السنّة في زمانه ومن بعده إلى يومنا هذا فضلاً عن قتل الشيعة والهجوم على مراقد الأئمّة الأطهار عليهم السلام وتخريب القبور وهدم المشاهد المشرّفة. وهذه نداءات شيوخ الوهابيين وخطبهم وكلماتهم بكفر كلّ من يتوسّل بأصحاب القبور.
ولا أظنّ أنّ تسبيح الموكّلين بالبقيع وذكرهم الله تعالى أكثر من قولهم شرك شرك لكلّ من يريد زيارة القبور متوسّلاً إلى الله تعالى بأوليائه الصالحين.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+1 # السيّد جعفر علم الهدى 2015-07-30 14:48
راجع بهذا الصدد كتاب كشف الارتياب في اتباع محمّد بن عبد الوهّاب للسيّد محسن الأمين وكتاب فتنة الوهابيّة لأحمد زيني دحلان شيخ الإسلام ومفتي الشافعيّة بمكّة المعظّمة وكتاب الفجر الصادق لجميل صدقي الزهاوي وكتاب هذه هي الوهابيّة للشيخ جواد مغنية والعمدة ما نقلوه عن مؤسس الوهابيّة ومشايخها.
العجيب من هذا القائل كأنّه لم يسمع الوهابيين في المسجد الحرام يكفّرون كلّ من يتوسّل بأولياء الله خصوصاً الشيعة ويتّهمونهم بالشرك لمجرّد زيارة قبور المعصومين عليهم السلام. وإذا لم تصدق ذلك فعليك أن تقف بالبقيع ساعة وتستمع إلى مشايخ الوهابيين الموكّلين بالبقيع ماذا يقولون ؟
ولعلّ كلمة شرك شرك يصدر منهم أكثر من الله أكبر ولا إله إلّا الله ومحمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وإليك نصّ كلام محمّد بن عبد الوهّاب في تكفير من يتوسّل بأولياء الله وهو كلام مفصّل في رسالة كشف الشبهات ، قال بعد ان ذكر بأنّ شرك كفّار الجاهليّة كان لأجل انّهم تقربوا إلى الله تعالى ببعض مخلوقاته لأنّهم كانوا يعتقدون بانّ الله وحده هو الرازق الخالق المحيي المميت المدبّر للأمر ، لكن إقرارهم هرا لم يدخلهم في التوحيد ولذا قاتلهم النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ لأنّهم جحدوا توحيد العبادة قال : « فإذا عرفت انّ هذا الذي يسميه المشركون في وقتنا الإعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الناس عليه فاعلم انّ شرك الأوّلين اخف من شرك أهل وقتنا بأمرين أحدهما انّ الأوّلين لا يشركون إلّا في الرخاء وامّا في الشدّة فيخلصون لله : ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ‌ فِي الْبَحْرِ‌ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ) [ الاسراء : 67 ] ، وشرك أهل زماننا في الحالتين. والثاني انّ الاوّلين يدعون مع الله اناساً مقرّبين بنياً نبيّاً أو ملكاً ويدعون استجاراً وأحجاراً مطيعة ليست عاصية وأهل زماننا يدعون مع الله اُناساً من أفسق الناس يحكون عنهم الزنا والسرقة وترك الصلاة ... ».
ترى من هو المقصود بمشركي أهل زمانه ؟ المقصود المسلمون الذين يجعلون بينهم وبين الله وسائط كما هو صريح كلامه فراجع عبارته بصورة كاملة.
ثمّ انّ المجازر التي ارتكبها الوهابيّون من زمان محمّد بن عبدالوهّاب إلى زماننا هذا كلّها كانت على أساس اعتقادهم بكفر طوائف المسلمين غير الوهّابية فقد أباحوا دماء المسلمين سنّة وشيعة بعد الحكم بكفرهم وشركهم بسبب التوسّل والتبرّك بأولياء الله وعدم الإعتقاد بالوهّابيّة بل في زماننا هذا نرى أنّ المسلم الذي لا يبايع الخليفة الزعوم أبابكر البغدادي يكون واجب القتل سنّياً كان أو شيعيّاً وليس هذا إلّا من آثار وبركات الوهابيّة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+3 # انا سيد من ال البيت . الحسيني 2015-03-17 02:44
أدعو الجميع إلى البحث وقراءة كتب الشيخين وانه سهل الوصول إليهما وهذا أفضل للحكم عليهما.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية