نشور الإنسان دفعي أو تدريجي؟

البريد الإلكتروني طباعة

المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 385 ـ 386

(385)



أسئلة المعاد
(1)


نشور الإنسان دفعي أو تدريجي؟


إن تكامل الإنسان من خلية إلى أن يصير بدناً متكاملاً ، رهن تفاعلات
تدريجية ، معلومة لكلّ منّا ، فهل عود الإنسان إلى الحياة من جديد رهن هذا
الناموس التدريجي أو لا؟


الجواب :


كل من أراد تفسير المعاد من هذا الطريق ، يريد إخضاع المسائل الغيبية ،
للقوانين الطبيعية المحسوسة ، ولكن السمع يرد هذا الفرض ، ويعرّف المعاد بأنّه
يحصل دفعة ، والآيات في هذا المجال متعددة ، منها قوله سبحانه: 
{ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} (1) .
والآية ظاهرة في أنّ الدعوة تكوينية متعلقة بإعادة خلق الإنسان من جديد ،
وأن تلك الدعوة التكوينية الملازمة لخلق الإنسان ، مقارنة لخروجه ، فالدعوة
والخروج يتحققان في زمن واحد .
و يؤيد ذلك الآيات الكثيرة التّي تصرح بأنّ القيامة تحدث بغتة وفجأةً ، وهم
لا يشعرون ، كقوله سبحانه:
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة الروم : الآية 25.
________________________________________


(386)


{ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا }(1) .
وهذه الآية وإن كانت واردة في الموجودين زمن حدوث القيامة ، ولكن لو كان
تكوّن الأموات تحت التراب أمراً تدريجياً ، لَعَلِمَ به الأحياء قبيل حصول القيامة ،
لفحصهم الدائم في الارض.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - سورة الأنعام : الآية 31، ولاحظ في ذلك الأعراف : الآية 187، الأنبياء : 40،
الحج : 55، الشعراء 202، العنكبوت : 53 ، الزمر: 55، الزخرف: 66،
محمّد : 18، والكل يدل على أنّ تكّون الإنسان عند بعثه ، يحصل دفعةً واحدة.

 

 

 

 

 

أضف تعليق

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية