أحمد بن موسى الكاظم عليه السلام

البريد الإلكتروني طباعة

أحمد بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

أمّه أمّ ولد وكانت من السيّدات المحترمات تدعى « أمّ أحمد » وكان الإمام الكاظم عليه السلام شديد التلطّف بها ، ولمّا توجّه من المدينة إلى بغداد أودع عندها مواريث الإمامة وقال لها : كلّ من جاءك وطلب منك هذه الأمانة في أيّ وقت من الأوقات فاعلمي بأنّي قد استشهدت وانّه هو الخليفة من بعدي والإمام المفترض الطاعة عليك وعلى سائر الناس وأمر ابنه الرضا عليه السلام بحفظ الدار ، ولمّا سمّه الرشيد في بغداد ، جاء إليها الإمام الرضا عليه السلام فطالبها بالأمانة ، فقالت له أمّ أحمد : لقد استشهد والد فقال بلى والآن فرغت من دفنه فاعطيني الأمانة التي سلَّمها إليك أبي حين خروجه إلى بغداد وأنا خليفته والإمام الحقّ على جميع الأنس والجن فشقّت أمّ أحمد جيبها وردت عليه الأمانة وبايعته بالأمامة (1).

وكان أحمد من عيون المتّقين والصالحين ، وقد أعتق ألف مملوك متقرّباً بها إلى الله تعالى.

وممّا يدلُّ على صلاحه وورعه أنّه لما شاع خبر وفاة الإمام موسى في المدينة اجتمع أهلها على باب « أمّ أحمد » وخرج الناس ومعهم أحمد وقد ظنّوا أنّه الإمام من بعد أبيه وذلك لما عليه من الجلاة ووفور العبادة وإظهار تعاليم الإسلام فظنّوا أنّه هو الخليفة والإمام بعد أبيه فبايعوه بالإمامة فأخذ منهم البيعة. وصعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة وكان منها : « أيّها الناس ، كما أنّكم جميعاً في بيعتي فانّي في بيعة أخي علي بن موسى الرضا عليه السلام وأعلموا أنّه الإمام والخليفة من بعد أبي وهو ولي الله ، والفرض عليَّ وعليكم من الله والرسول طاعته بكلّ ما يأمرنا ، فكلّ من كان حاضراً فخضع لكلامه ، وخرجوا من المسجد يقدمهم أحمد وحضروا عند الإمام الرضا عليه السلام فأقرّوا بإمامته (2).

والمشهور انّه توفّي في شيراز أيّام المأمون بعد وفاة أخيه علي الرضا (3).

ويعرف قبره قبل بسيّد السادات ويعرف الآن « شاه چراغ » وبقي قبره مخفياً ، ولكنّه ظهر في عهد الأمير مقرّب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناءاً ، وقيل وجد في قبره كما هو صحيحاً طرياً لم يتغيّر وفي يده خاتم نقش عليه « العزّة لله ، أحمد بن موسى » فعرفوه به.

الهوامش

١. حياة موسى بن جعفر للقرشي : ٢ / ٤١٠ نقلاً عن تحفة العالم : ٢ / ٨٧.

٢. نفس المصدر السابق : ٢ / ٤١١.

٣. الكنى والألقاب : ٢ / ٣١٧.

مقتبس من كتاب : [ مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون ] / الصفحة : ١٠٠ ـ ١٠١

 

أضف تعليق

أولاد المعصومين عليهم السلام وأصحابهم

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية