هل يمكن أن يكون آزر أباً لإبراهيم عليه السلام ؟

البريد الإلكتروني طباعة

السؤال :

هل آزر هو تارخ ؟ وما الدليل ؟

هل يعقل أن يكون آزر هو أبو إبراهيم عليه السلام كما يزعم ؟

الجواب :

ليس آزر هو أبو إبراهيم عليه السلام ؛ لأنّ آباء الأنبياء لابدّ أن يكونوا موّحدين ، كما أنّ الله تعالى يخاطب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (1). ومعنى هذه الآية أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد انتقل من أصلاب الآباء والأجداد الموحّدين الساجدين لله تعالى ، وبما أنّ إبراهيم من أجداد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فلابدّ أن يكون أبوه موحّداً ، وإلّا لم يصدق قوله تعالى : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ).

وفي الروايات ورد أنّ اسم والد النبي إبراهيم عليه السلام كان تارخ.

فقد روي رواية عن الصادق عليه السلام يذكر فيها أسماء آباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى آدم عليه السلام ، قال :

« ثمّ انتقل إلى تارخٍ ، ومنه إلى إبراهيم ». (2)

و « إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ ... ». (3)

قال الزجاج : أجمع النسّابة أنّ اسم أبي إبراهيم تارخ. (4)

وعن الصادق عليه السلام : « إنّ الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الأنوار الّذي نوّرت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الّذي نوّرت منه الأنوار ، وهو النور الّذي خلق منه محمّداً وعليّاً ، فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوّن قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهما السلام ». (5)

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة :

وقد نقل النّاس كافّة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : نُقِلْنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزاكية. فوجب بهذا أن يكون آباؤهم كلُّهم منزَّهين عن الشِّرْك ، لأنّهم لو كانوا عَبدة أصنام لما كانوا طاهرين. (6)

وقد ورد في الروايات الكثيرة أنّ آزر كان عمّ إبراهيم ، لكن لمّا كان العرب يسمّون العمّ أباً ، عبّر القرآن الكريم عنه بالأب. (7)

ويقال : إنّه كان منجّماً لنمرود. (8)

وقيل : إنّ آزر كان جدّ إبراهيم لأمّه. (9)

الهوامش

1. الشعراء : 219.

2. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 15 / الصفحة : 36 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

3. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 15 / الصفحة : 106 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

4. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 38 / الصفحة : 335 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

5. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 15 / الصفحة : 24 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

6. شرح نهج البلاغة « لابن أبي الحديد » / المجلّد : 14 / الصفحة : 67 / الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / الطبعة : 2.

7. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 12 / الصفحة : 40 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

8. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : 12 / الصفحة : 49 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.

9. راجع : الكافي « للكليني » / المجلّد : 8 / الصفحة : 366 ـ 367 / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة ـ طهران / الطبعة : 4.

 
 

التعليقات   

 
# Nona 2018-09-16 05:54
طبعا انا اؤمن بأحقية الخلافة لعلي ابن ابي طالب و لكن لدي اعتزاض عليكم و هو انكم نصبتم مراجع الدين بدون نص رغم انكم تقولون ان الخلافة تكون بالنص و لكن مع ذلك اعطيتم لمراجعكم اسماء ما انزل الله بها من سلطان مثل آية الله العضمى , قدس سره , حجة المسلمين , الإمام الفلاني....الخ . علما ان هناك العديد من النصوص في كتب الشيعة تحرم الفتاوي في الدين من غير الائمة و قد ذكرت روايات الشيعة مراجع اخر الزمان و فتاويهم و تشريعاتهم التي يشرعونها ع هواهم طبعا و ان كانت بعضها صحيحة لكن الائمة ذمو من يفتون باهوائهم. و اتمنى الشيعة يقرأون كتبهم و يطلعون ع حقيقة رجال الدين المزيفين و ايضا يتمعنون و يرون كيف انهم كاذبين و موالين للحاكم الجائر في الباطن طبعا و ان كانو يتظاهرون بعكس ذلك .
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# السيد جعفر علم الهدى 2018-11-25 15:22
مراجع الدين ليسوا خلفاء وأئمّة ، وليسوا منصوبين من قبل الله تعالى ورسوله للإمامة والخلافة ، بل ولا منصوبين من قبل الشيعة ، غاية الأمر هم فقهاء ومجتهدون يتمكّنون من استنباط الأحكام الشرعيّة من الأدلّة الشرعيّة « الكتاب والسنّة والإجماع والعقل » ؛ فلابدّ للعوام ولمن ليس له قدرة على الاجتهاد والاستنباط من الرجوع اليهم في المسائل الشرعيّة من باب رجوع الجاهل الى العالم ؛ فكما تراجع الطبيب المتخصّص لأجل تشخيص المرض وتعيين العلاج ، وكما ترجع الى المهندس لبناء الدار وتخطيطه وهندسته ، كذلك يحكم العقل بالرجوع الى الفقهاء والمجتهدين لمعرفة الأحكام الشرعيّة بالنسبة لمن لا يتمكّن من الاجتهاد.
وأمّا الفقهاء والمراجع على حدّ قولك فهم لا يفتون إلّا بما يستفيدونه من القرآن الكريم بعد ملاحظة تفسير الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وما يستفيدونه من الأحاديث المعتبرة الصحيحة الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ،الذين ورثوا علومهم من أمير المؤمنين علي عليه السلام ، الذي كان باب مدينة علم الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ، كما قال صلّى الله عليه وآله : « انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ». وقال أميرالمؤمنين علي عليه السلام : « علّمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح من كلّ باب ألف باب ».
وليس هناك من المراجع العظام من يفتي برأيه وبهواه ، فانّهم يصرحون ببطلان القياس والرأي والاستحسان. كما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام من قولهم : « دين الله لايصاب بالعقول ». وقولهم : « السنّة إذا قيست محق الدين ». وقولهم : « ليس من مذهبنا القياس ».
وعلى فرض وجود مجتهد يفتي على طبق رأيه وهواه ، فلا يجوز تقليده ، حيث انّه يشترط في مرجع التقليد العدالة.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
+2 # الحسني الليبي 2015-11-06 10:32
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربي العالمين والصلاة والسلام على سيد النبين وخاتمهم محمد صلى الله عليه وعلى أل بيته وسلم تسليما كثيرا حتى يرضى ويرضوا

وبعد هناك تداخل في فهم الأيات التي تتحدث عن قصة سيدة إبراهيم عند كثر من المفسرين فلم ينتبهوا إلى جمله ( لأبيه أزر ) فهذه أول ذكر لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وذلك لانه لا حاجة لذكر كلمة أسم ابيه في الأية إذا كان أبوه الذي انجبه من البلاغة عدم ذكر أسم أبوه كما في قصة سيدنا يوسف ( إذ قال يوسف لأبيه ) فهذه واضحة جدا ثم هذا التفسير مدعوم بما قاله الرسول صلى الله عليه وعلى أل بيته الاطهار ولا يحتاج إلى كثرة نقاش
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 

أضف تعليق

آباء وأمّهات المعصومين عليهم السلام

إسئل عمّا بدا لك من العقائد الإسلامية